كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 48 @
ومعه عدة من القواد منهم أبو عون عبد الملك بن يزيد وخالد بن برمك وعثمان بن نهيك وخازم بن خزيمة وغيرهم فلقي قحطبة بن بطوس فهزمهم وكان من مات منهم في الزحام أكثر ممن قتل فبلغ عدة القتلى بضعة عشرة ألفا ووجه أبو مسلم القاسم بن مجاشع إلى نيسابور على طريق المحجة وكتب إلى قحطبة يأمره بقتال تميم بن نصر بن سيار والنابئ بن سويد ومن لجا إليهما من أهل خراسان وكان أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي قد لحقوا بنصر ووجه أبو مسلم علي بن معقل في عشرة آلاف رجل إلى تميم بن نصر وأمره أن يكون مع قحطبة وسار قحطبة إلى السوذقان وهو معسكر تميم بن نصر والنابئ وقد عبئ أصحابه وزحف إليهم فدعاهم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وإلى الرضا من آل محمد فلم يجيبوه فقاتلهم قتالا شديدا فقتل تميم بن نصر في المعركة وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة واستبيح عسكرهم وكان عدة من معه ثلاثين ألفا وهرب النابئ بن سويد فتحصن بالمدينة فحصره قحطبة ونقبوا سورها ودخلوا المدينة فقتلوا النابئ ومن كان معه وبلغ الخبر نصر بن سيار بنيسابور بقتل ابنه ولما استورى قحطبة على عسكرهم سير إلى خالد بن برمك ما قبض منه وسار هو إلى نيسابور وبلغ ذلك نصر بن سيار فهرب منها فيمن معه فنزل قومس وتفرق عنه أصحابه فسار إلى نباتة بن حنظلة بجرجان وقدم قحطبة نيسابور بجنوده فأقام بها رمضان وشوال
$ ذكر قتل نباتة بن حنظلة $
وفي هذه السنة قتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن هبيرة على جرجان وكان يزيد ابن هبيرة بعثه إلى نصر فاتى فارس واصبهان ثم سار إلى الري ومضى إلى جرجان وكان نصر بقومس على ما تقدم فقيل له أن قوم لا تحملنا فسار إلى جرجان فنزلها مع نباتة وخندقوا عليهم واقبل قحطبة إلى جرجان في ذي القعدة فقال قحطبة يا أهل خراسان أتدرون إلى من تسيرون ومن تقاتلون إنما تقاتلون بقية قوم حرقوا بيت الله تعالى وكان الحسن بن قحطبة على مقدمة أبيه فوجه جمعا إلى مسلحة نباتة وعليها رجل يقال له ذؤيب فبيتوهم فقتلوا ذؤيبا وسبعين رجلا من أصحابه فرجعوا إلى الحسن وقدم قحطبة فنزل بازاء نباتة وأهل الشام في عدة لم ير الناس مثلها فلما

الصفحة 48