@ 480 @
( وأحسبه للشعر والعلم راويا ... فبعض نديم مرة وسمير )
ثم نظر إلى الأمير وقال
( وهذا الأمير المرتجى سيب كفه ... فما أن له في العالمين نظير )
( عليه رداء من جمال وهيبة ... ووجه بإدراك النجاح بشير )
( لقد عظم الإسلام منه بذي يد ... فقد عاش معروف ومات نكير )
( ألا إنما عبد الإله بن طاهر ... لنا والد بر بنا وأمير )
قال فوقع ذلك من عبد الله احسن موقع وأعجبه وأمر للشيخ بخمسمائة دينار وأمره أن يصحبه
$ ذكر فتح عبد اله الإسكندرية $
وفي هذه السنة اخرج عبد الله من كان تغلب على الإسكندرية من أهل الأندلس بأمان وكانوا قد اقبلوا في مراكب من الأندلس في جمع والناس في فتنة ابن السري وغيره فارسوا بالإسكندرية ورئيسهم يدعى أبا حفص فلم يزالوا بها حتى قدم ابن طاهر فأرسل يؤذنهم بالحرب إن هم لم يدخلوا في الطاعة فأجابوه وسألوه الأمان على أن يرتحلوا عنها إلى بعض أطراف الروم التي ليست من بلاد الإسلام فأعطاهم الأمان على ذلك فرحلوا ونزلوا بجزيرة اقريطش واستوطنوها وأقاموا بها فأعقبوا وتناسلوا
قال يونس بن عبد الأعلى اقبل إلينا فتى حدث من المشرق يعني ابن طاهر والدنيا عندنا مفتونة مفتونة قد غلب على كل ناحية من بلادنا غالب والناس في بلاء فاصلح الدنيا وأمن البريء وأخاف السقيم واستوثق له الرعية بالطاعة