كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 484 @
يوجب علي أن اغدر به واكفر إحسانه وانكث بيعته فسكت الرجل فقال له عبد الله ما أخاف عليك إلا نفسك فارحل عن هذا البلد فان السلطان الأعظم أن بلغه ذلك كنت الجاني على نفسك ونفس غيرك فلما ايس منه جاء إلى المأمون فاخبره فاستبشر وقال ذلك غرس يدي والف ادبي وقراب يلفحي ولم يظهر ذلك ولا علمه ابن طاهر إلا بعد موت المأمون وكان هذا القائل للمأمون المعتصم فانه كان منحرفا عن عبد الله
$ ذكر قتل السيد بن انس $
وفيها قتل السيد بن انس الازدي أمير الموصل وسبب قتله أن زريق بن علي بن صدقة الازدي الموصلي كان قد تغلب على الجبال ما بين الموصل واذربيجان وجرى بينه وبين السيد حروب كثيرة فلما كان هذه السنة جمع زريق جمعا كثيرا قيل كانوا أربعين ألفا وسيرهم إلى الموصل لحرب السيد فخرج إليهم في أربعة آلاف فالتقوا بسوق الأحد فحين رآهم السيد حمل عليهم وحده وهذه كانت عادته أن يحمل وحده بنفسه وحمل عليه رجل من أصحاب زريق فاقتتلا فقتل كل واحد منهما احبه لم يقتل غيرهما وكان هذا الرجل قد حلف بالطلاق إن رأى السيد أن يحمل عليه فيقتله أو يقتل دونه لأنه كان له على زريق كل سنة مائة ألف درهم فقيل له بأي سبب تأخذ هذا المال فقال لأنني متى رأيت السيد قتلته وحلف على ذلك فوفى به فلما بلغ المأمون قتله غضب لذلك وولى محمد بن حميد الطوسي حرب زريق وبابك الخرمي واستعمله على الموصل
$ ذكر الفتنة بين عامر ومنصور وقتل منصور بافريقية $
وفي هذه السنة وقع الاختلاف بين عامر بن نافع وبين منصور بن نصر بأفريقية وسبب ذلك أن منصورا كان كثير الحسد وسار بهم من تونس إلى منصور وهو بقصره بطبنذة فحصره حتى فنى ما كان عنده من الماء فراسله منصور وطلب منه الأمان على أن يركب سفينة ويتوجه إلى المشرق فأجابه إلى ذلك فخرج منصور أول الليل مختفيا يريد الاربس فلما اصبح عامر ولم ير لمنصور أثرا طلبه حتى أدركه فاقتتلوا

الصفحة 484