@ 490 @
وفيها قستل أهل ماردة من الأندلس عاملهم فثارت الفتنة عندهم فسير إليهم عبد الرحمن جيشا فحاصرهم وافسد زرعهم وأشجارهم فعاودوا الطاعة وأخذت رهائنهم وعاد الجيش بعد أن خربوا سور المدينة ثم أرسل عبد الرحمن إليهم بنقل حجارة السور إلى النهر لئلا يطمع أهلها في عمارته فلما رأوا ذلك عادوا إلى العيصان وأسروا العامل عليهم وجددوا بناء السور وأتقنوه فلما دخلت ستة أربع عشرة سار عبد الرحمن صاحب الأندلس في جيوشه إلى ماردة ومعه رهائن أهلها فلما بارزها راسله أهلها وافتكوا رهائنهم بالعامل الذي أروه وغيره وحصرهم وأفسد بلدهم ورحل عنهم ثم سير إليهم جيشا سنة سبع عشرة ومائتين فحصروها وضيقوا عليها ودام الحصار ثن رحلوا عنهم فلما دخلت سنة ثمان عشرة سير إليها جيشا ففتحها وفارقها أهل الشر والفساد وكان من أهلها إنسان اسمه محمود بن عبد الجبار الماردي فحصره عبد الرحمن بن الحكم في جمع كثير من الجند وصدقوه القتال فهزموه وقتلوا كثيرا من رجاله وتبعتهم الخيل في الجبل فأفنوهم قتلا وأسرا وتشريدا ومضى محمود بن عبد الجبار الماردي فيمن سلم معه من أصحابه إلى منت سالوط فسير إليه عبد الرحمن جيشا سنة عشرين ومائتين فمضوا هاربين عنه إلى حلقب في ربيع الآخر منها فأرسل سرية في طلبهم فقاتلهم محمود فهزمهم وغنم ما معهم ومضوا لوجهتهم فلقيهم جمع من أصحاب عبد الرحمن مصادقة فقاتلوهم ثم كف بعضهم عن بعض وساروا فلقيهم سرية أخرى فقاتلوهم فانهزمت السرية وغنم محمود ما فيها وسار حتى أتى مدينة مينة فهجم عليها وملكها واخذ ما فيها من دواب وطعام وفارقوها فوصلوا إلى بلاد المشركين فاستلوا على قلعة لهم فأقاموا بها خمسة أعوام وثلاثة أشهر فحصرهم اذفونس ملك الفرنج فملك الحصن وقتل محمودا ومن معه وذلك سنة خمس وعشرين ومائتين في رجب وانصرف من فيها
وفيها توفي إبراهيم الموصلي المغني وهو إبراهيم بن ماهان والد إسحاق بن إبراهيم وكان كوفيا وسار إلى الموصل فلما عاد قيل له الموصلي فلزمه وعلي بن دبلة بن مسلم أبو الحسن الشاعر وكان مولده سنة ستين ومائة وكان قد اضر ومحمد بن عرعرة بن البنود وأبو عبد الرحمن المقري المحدث وعبد الله بن موسى العبسي الفقيه وكان شيعيا وهو من مشايخ البخاري في صحيحه ( البوند ) بكسر الباء الموحدة والواو وتسكين النون وآخره دال مهملة