@ 492 @
حرب طاهر بن الحسين فلما قتل علي عاد أبو دلف إلى همذان فراسله طاهر يستميله ويدعوه إلى بيعة المأمون فلم يفعل وقال أن في عنقي بيعة لا أجد إلى فسخها سبيلا لكني سأقيم مكاني لا أكون مع أحد الفريقين أن كففت عني فأجابه إلى ذلك فأقام بكرج فلما خرج المأمون إلى الري راسل أبا دلف يدعوه إليه فسار نحوه مجدا وهو خائف شديد الوجل فقل له أهله وقومه وأصحابه أنت سيد العرب وكلها تطيعك فان كنت خائفا فأقم ونحن نمنعك فلم يفعل وسار وهو يقول
( أجود بنفسي دون قومي دافعا ... لما نابهم قدنا وأغشى الدواهيا )
( واقتحم الأمر المخوف اقتحامه ... لأدرك مجدا أو أعاود ثاويا )
$ ذكر استعمال عبد الله بن طاهر على خراسان $
في هذه السنة استعمل المأمون عبد الله بن طاهر على خراسان فسار إليها
وكان سبب مسيره إليها أن أخاه طلحة لما مات ولي خراسان علي بن طاهر خليفة لاخيه عبد الله وكان عبد الله بالدينور يجهز العساكر إلى بابك وأوقع الخوارج بخراسان بأهل قرية الحمراء من نيسابور فاكثروا فيهم القتل واتصل ذلك بالمأمون فأمر عبد الله بن طاهر بالمسير إلى خراسان فسار إليها فلما قدم نيسابور وكان أهلها قد قحطوا فمطروا قبل وصوله إليها بيوم واحد فلما دخلها قام إليه رجل بزاز فقال
( قد قحط الناس في زمانهم ... حتى إذا جئت بالدرر )
( غيثان في ساعة لنا قدما ... فمرحبا بالأمير والمطر )
فأحضره عبد الله وقال له الشاعر أنت قال لا ولكني سمعتها بالرقة فحفظتها فاحسن إليه وجعل إليه أن لا يشتري له شيء من الثياب إلا بأمره
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة خرج بلال الغسانتي الشاري فوجه إليه المأمون ابنه العباس في جماعة من القواد فقتل بلال وفيها قتل أبو الرازي باليمن وفيها تحرك جعفر بن داود القمي فظفر به عزيز مولى عبد الله بن طاهر وكان هرب من مصر فرد إليها