كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 55 @

$ ذكر دخول قحطبة الري $
ولما مات نصر بن سيار بعث الحسن بن قحطبة خزيمة بن خازم إلى سمنان واقبل قحطبة من جرجان وقدم أمامه زياد بن زرارة القشيري وكان قد ندم على اتباع أبي مسلم فانخزل عن قحطبة فاخذ طريق اصبهان يريد أن يأتي عامر بن ضبارة فوجه قحطبة المسيب بن زهير إلى قحطبة ثم سار قحطبة إلى قومس وبها ابنه الحسن وقدم خزيمة بن خازم سمنان فقدم قحطبة ابنه الحسن إلى الري وبلغ حبيب ابن يزيد النهشلي ومن معه من أهل الشام مسير الحسن فخرجوا عن الري ودخل الحسن في صفر فأقام حتى قدم أبوه ولما قدم قحطبة الري كتب إلى أبي مسلم يعلمه بذلك ولما استقر أمر بني العباس بالري هرب أكثر أهلها لميلهم إلى بني أمية لأنهم كانوا سفيانية فأمر أبو مسلم بأخذ أملاكهم وأموالهم ولما عادوا من الحج أقاموا بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ثم كتبوا إلى السفاح يتظلمون من أبي مسلم فأمر برد أملاكهم فأعاد أبو مسلم الجواب يعرف حالهم وانهم اشد الأعداء فلم يسمع قوله وعزم على أبي مسلم برد املاكهم ففعل
ولما دخل قحطبة الري وأقام بها اخذ أمره بالحزم والاحتياط والحفظ وضبط الطرق وكان لا يسلكها أحد إلا بجواز منه فأقام بالري وبلغه أن بدستبى قوما من الخوارج وصعاليك تجمعوا بها فوجه إليهم أبا عون في عسكر كثيف فنازلهم ودعاهم إلى كتاب الله وسنة رسوله وإلى الرضا من آل رسول الله فلم يجيبوه فقاتلهم قتالا شديدا حتى ظفر بهم فتحصن عدة منهم حتى أمنهم أبو عون فخرجوا إليه وأقام معه بعضهم وتفرق بعضهم وكتب أبو مسلم إلى اصبهبذ طبرستان يدعوه إلى الطاعة واداء الخراج فأجابه إلى ذلك
وكتب إلى المصمغان صاحب دنباوند بمثل ذلك فأجابه إنما أنت خارجي وان أمرك سينقضي فغضب أبو مسلم وكتب إلى موسى بن كعب وهو بالري يأمره بالمسير إليه وقتاله إلى أن يذعن بالطاعة فسار إليه وراسله فامتنع من الطاعة وأداء الخراج فأقام موسى ولم يتمكن من المصمغان لضيق بلاده وكان المصمغان يرسل إليه كل يوم عدة

الصفحة 55