كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 56 @
كثيرة من الديلم يقاتله في عسكره واخذ عليه الطرق ومنع الميرة وكثرت في أصحاب مويى الجراح والقتل فلما رأى أنه لا يبلغ غرضا عاد إلى الري ولم يزل المصمغان ممتنعا إلى أيام المنصور فاغزاه جيشا كثيفا عليهم حماد بن عمرو ففتح دنباوند على يده ولما ورد كتاب قحطبة على أبي مسلم بنزوله الري ارتحل أبو مسلم فيما ذكر عن مرو فنزل نيسابور وأما قحطبة فإنه سير ابنه الحسن بعد نزوله الري بثلاث ليال إلى همذان فلما توجه إليها سار عنها مالك بن ادهم ومن كان بها من أهل الشام وأهل خراسان إلى نهاوند فأقام بها وفارقه ناس كثير ودخل الحسن همذان وسار منها إلى نهاوند فنزل على أربعة فراسخ من المدينة فأمده قحطبة بابي الجهم بن عطية مولى بأهلة في سبعمائة وأطال حتى أطاف بالمدينة وحصرهم
$ ذكر قتل عامر بن ضبارة ودخول قحطبة اصبهان $
وكان سبب قتله تن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر لما هزمه ابن ضبارة مضى هاربا نحو خراسان وسلك إليها طريق كرمان وسار عامر في أثره وبلغ ابن هبيرة مقتل نباتة بن حنظلة بجرجان فلما بلغه خبره كتب إلى ابن ضبارة وإلى ابنه داود بن يزيد ابن عمر بن هبيرة أن يسيرا إلى قحطبة وكان بكرمان فسارا في خمسين ألفا فنزلوا باصبهان وكان يقال لعسكر ابن ضبارة عسكر العساكر فبعث قحطبة إليهم جماعة من القواد وعليهم جميعا مقاتل بن حكيم العكي فساروا حتى نزلوا قم وبلغ ابن ضبارة نزول الحسن بن قحطبة يعلمه بذلك فاقبل قحطبة من الري حتى لحق مقاتل بن حكيم العكي ثم سار فالتقوا هم وابن ضبارة وداود بن يزيد بن هبيرة وكان عسكر قحطبة عشرين ألفا فيهم خالد بن برمك وكان عسكر ابن ضبارة مائة ألف وقيل خمسين ومائة ألف فأمر قحطبة بمصحف فنصب على رمح ونادى يا أهل الشام أنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف فستموه وأفحشوه في القول فأرسل قحطبة إلى أصحابه يأمرهم بالحملة فحمل عليهم العكي وتهايج الناس ولم يكن بينهم كثير قتال حتى انهزم أهل الشام وقتلوا قتلا ذريعا وانهزم ابن ضبارة حتى دخل عسكره وتبعه قحطبة فنزل ابن ضبرة ونادى الي الي فانهزم الناس عنه وانهزم داود بن هبيرة فسال عن ابن ضبارة فقيل انهزم فقال لعن الله شرنا منقلبا وقاتل حتى قتل وأصابوا عسكره واخذوا منه ما

الصفحة 56