كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 57 @
لا يعلم قدره من السلاح والمتاع والرقيق والخيل وما رؤي عسكر قط كان فيه من أصناف الأشياء ما في هذا العسكر كأنه مدينة وكان فيه من البرابط والطنابير والمزامير والخمر ما لا يحصى وأرسل قحطبة بالظفر إلى ابنه الحسن وهو بنهاوند وكانت الوقعة بنواحي اصبهان في رجب
$ ذكر محاربة قحطبة أهل نهاوة ند ودخولها $
ولما قتل ابن ضبارة كتب قحطبة بذلك إلى ابنه الحسن وهو يحاضر نهاوند فلما أتاه الكتاب كبر هو وجنده ونادوا بقتله فقال عاصم بن عمير السعدي ما نادى هؤلاء بقتله إلا وهو حق فاخرجوا إلى الحسن بن قحطبة فانكم لا تقومون له فتذهبون حيث شئتم قبل أن يأتيه أبوه أو مدد من عنده فقالت الرجالة تخرجون وانتم فرسان على خيول وتتركوننا وقال له مالك بن ادهم الباهلي لا ابرح حتى يقدم علي قحطبة
وأقام قحطبة على اصبهان عشرين يوما ثم سار فقدم على ابنه بنهاوند فحصرهم ثلاثة اشهر شعبان رمضان وشوال ووضع عليهم المجانيق وأرسل إلى من بنهاوند من أهل خراسان يدعوهم إليه وأعطاهم الأمان فأبوا ذلك ثم أرسل إلى أهل الشام بمثل ذلك فأجابوه وقبلوه لمانه وبعثوا إليه يسألونه أن يشغل عنهم أهل المدينة بالقتال ليفتحوا له الباب الذي يليهم ففعل ذلك قحطبة وقاتلهم ففتح أهل الشام الباب فخرجوا فلما رأى أهل خراسان ذلك سألوهم عن خروجهم فقالوا أخذنا الأمان لنا ولكم فخرج رؤساء أهل خراسان فدفع قحطبة كل رجل منهم إلى قائد من قواده ثم أمر فنودي من كان بيده أسير ممن خرج إلينا فليضرب عنقه وليأتنا برأسه ففعلوا ذلك فلم يبق أحد ممن كان قد هرب من أبي مسلم إلا قتل إلا أهل الشام فإنه وفى لهم وخلى سبيلهم واخذ عليهم أن لا مالؤوا عليه عدوا ولم يقتل منهم أحدا وكان ممن قتل من أهل خراسان أبو كامل وحاتم بن الحرث بن سريج وابن نصر بن سيار وعاصم بن عمير وعلي بن عقيل وبيهس ولما حاصر قحطبة نهاوند أرسل ابنه الحسن إلى مرج القلعة فقدم الحسن خازم بن خزيمة إلى حلوان وعليها عبد الله بن العلاء الكندي فهرب من حلوان وخلاها

الصفحة 57