كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 60 @

$ ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة $
$ ذكر هلاك قحطبة وهزيمة ابن هبيرة $
وفي هذه السنة هلك قحطبة بن شبيب وكان سبب ذلك أن قحطبة لما عبر الفرات وصار في غريبه وذلك في المحرم لثمان مضين منه وكان ابن هبيرة قد عسكر على فم الفرات من أرض الفلوجة العليا على راس ثلاثة وعشرين فرسخا من الكوفة وقد اجتمع إليه فل بن ضبارة فأمده مروان بحوثرة الباهلي فقال حوثرة وغيره لابن هبيرة أن قحطبة قد مضى يريد الكوفة فاقصد أنت خراسان ودعه ومروان فانك تكسره وبالحرب أن يتبعك قال ما كان ليتبعني ويدع الكوفة ولكن الرأي أن أبادره إلى الكوفة فعبر دجلة من المدائن يريد الكوفة فاستعمل على مقدمته حوثرة وأمره بالمسير إلى الكوفة والفريقان يسيران على جانبي الفرات وقال قحطبة أن الإمام اخبرني أن في هذا المكان وقعة يكون النصر لنا ونزل قحطبة الجبارية وقد دلوه على مخاضة فعبر منها وقاتل حوثرة ومحمد بن نباتة فانهزم أهل الشام وفقدوا قحطبة فقال أصحابه من كان عنده عهد من قحطبة فليخبرنا به
فقال مقاتل بن مالك العتكي سمعت قحطبة يقول أن حدث بي حدث فالحسن ابني أمير الناس فبايع الناس حمد بن قحطبة لأخيه الحسن وكان قد سيره أبوه في سرية فأرسلوا إليه فأحضروه وسلموا إليه الأمر ولما فقدوا قحطبة بحثوا عنه فوجدوه في جدول وحرب بن سالم بن احوز قتيلين فظنوا أن كل واحد منهما قتل صاحبه
وقيل أن معن بن زائدة ضرب قحطبة لما عبر الفرات على جبل عاتقه فسقط في الماء فأخرجوه فقال شدوا يدي إذا أنا مت والقوني في الماء لئلا يعلم الناس بقتلي وقاتل أهل خراسان فانهزم محمد بن نباتة وأهل الشام ومات قحطبة وقال قبل موته إذا قدمتم الكوفة فوزير آل محمد أبو سلمة الخلال فسلموا هذا الأمر إليه وقيل بل

الصفحة 60