كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 63 @

$ ذكر ابتداء الدولة العباسية وبيعة أبي العباس $
في هذه السنة بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالخلافة في شهر ربيع الأول وقيل في ربيع الآخر لثلاث عشر مضت منه وقيل في جمادى الأولى وكان بدء ذلك وأوله أن رسول الله اعلم العباس بن عبد المطلب أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل ولده يتوقعون ذلك ويتحدثون به بينهم ثم أن أبا هاشم بن الحنفية خرج إلى الشام فلقي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فقال له أن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس فيكم فلا يسمعنه منكم أحد ود تقدم في خبر ابن الاشعث قول خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان أما إذا كان الفتق من سجستان فليس عليك منه باس انما كنا نتخوف لو كان من خراسان وقال محمد بن علي بن عبد الله لنا ثلاثة أوقات موت الطاغية يزيد بن معاوية وراس المائة وفتق أفريقية فعند ذلك يدعو لنا دعاة ثم قتل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيلهم المغرب ويستخرجون ما كنز الجبارون فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بأفريقية ونقضت البربر بعث إلى محمد بن علي إلى خراسان داعيا وأمره أن يدعو إلى الرضا ولا يسمي أحدا وقد ذكرنا فيما تقدم خبر الدعاة وخبر أبي مسلم
وقبض مروان على إبراهيم بن محمد وكان مروان لما راسل المقبض عليه وصف للرسول صفة أبي العباس لأنه كان يجد في الكتب أن من هذه صفته يقتلهم ويسلبهم ملكهم وقال له ليأتيه بإبراهيم بن محمد فقدم الرسول فاخذ أبا العباس بالصفة فلما ظهر إبراهيم فانطلق وأمن قيل للرسول إنما أمرت بإبراهيم وهذا عبد الله فترك أبا العباس واخذ إبراهيم فانطلق به إلى مروان فلما رآه قال ليس هذه الصفة التي وصفت لك فقالوا قد رأينا الصفة التي وصفت وإنما سميت إبراهيم فهذا إبراهيم فأمر به فحبس وأعاد الرسل في طلب أبي العباس فلم يروه وكان سبب مسيره من الحميمة أن إبراهيم لما أخذه الرسول نعى نفسه إلى أهل بيته وأمرهم بالمسير إلى الكوفة مع أخيه أبي العباس عبد الله بن محمد وبالسمع له وبالطاعة وأوصى إلى أبي العباس وجعله الخليفة بعده فسار أبو العباس ومن معه من أهل بيته ومنهم أخوه أبو جعفر المنصور وعبد الوهاب ومحمد ابنا أخيه إبراهيم وأعمامه داود وعيسى وصالح وإسماعيل وعبد الله وعبد الصمد بنو علي بن عبد الله بن عباس وابن عمه داود وابن أخيه عيسى

الصفحة 63