كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 65 @
الكوفة في حاجة لهم واتى القوم أبا العباس فقال وايكم عبد الله بن محمد بن الحارثية فقالوا هذا فسلموا عليه بالخلافة وعزوه في إبراهيم ورجع موسى بن كعب وأبو الجهم وأمر أبو الجهم الباقين فتخلفوا عند الإمام فأرسل أبو سلمة إلى أبي الجهم أين كنت قال ركبت إلى أمامي فركب أبو سلمة إلى الإمام فأرسل أبو الجهم إلى أبي حميد أن أبا سلمة قد أتاكم فلا يدخلن على الإمام إلا وحده فلما انتهى إليهم ابن سلمة منعوه أن يدخل معه أحد فدخل وحده فسلم بالخلافة على أبي العباس فقال أبو حميد على رغم انفك يا ماص بظر أمه فقال له أبو العباس مه وأمر أبا سلمة بالعود إلى معسكره فعاد
واصبح الناس يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فلبسوا السلاح واصطفوا لخروج أبي العباس وأتوا بالدواب فركب برذونا أبلق وركب من معه من أهل بيته فدخلوا دار الإمارة ثم خرج إلى المسجد فخطب وصلى بالناس ثم صعد المنبر حين بويع له بالخلافة فقام في أعلاه وصعد عمه داود بن علي فقام دونه فتكلم أبو العباس فقال الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه وكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا فأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه والناصرين له فالزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق بها وأهلها وخصنا برحم رسول الله وقرابته وأنشأنا من آبائنا وأنبتنا من شجرته واشتقنا من نبعته جعله من أنفسنا عزيزا عليه ما عنتنا حريصا علينا بالمؤمنين رؤوفا رحيما ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع وانزل بذلك على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم فقال تبارك وتعالى فيما انزل من محكم كتابه { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } وقال تعالى { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } وقال { وأنذر عشيرتك الأقربين } وقال ( وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى ) وقال { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى }

الصفحة 65