كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 66 @
فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودتنا واجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا وفضلا علينا والله ذو الفضل العظيم وزعمت الشامية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا فشاهت وجوههم بم ولم أيها الناس وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم وبصرهم بعد جهالتهم وأنقذهم بعد هلكتهم واظهر بنا الحق ودحض الباطل واصلح بنا منهم ما كان فاسدا ورفع بنا الخسيسة وتمم بنا النقيصة وجمع الفرقة حتى عاد الناس بعد العداوة وأهل التعاطف والبر والمواساة في دنياهم وإخوانا على سرر متقابلين في آخرتهم فتح الله ذلك منة وبهجة لمحمد فلما قبضه الله إليه وقام بالأمر من بعده أصحابه وأمرهم شورى بينهم حروا مواريث الأمم فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا خماصا منها ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فانبذوها وتداولوها فجاروا فيها واستأثروا بها وظلموا أهلها بما ملا الله لهم حينا حتى اسفوه فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا وتدارك بنا امتنا وولي نصرنا والقيام بأمرنا ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض وختم بنا كما افتتح بنا وأنى لأرجو أن لا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله يا أهل الكوفة أنت محل محبتنا ومنزل مودتنا انتم الذين لم تتغيروا عن ذلك ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور عليكم حتى أدركتم زماننا واتاكم الله بدولتنا فانتم اسعد الناس بنا وأكرمهم علينا وقد زدتكم غي أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المنيح وكان موعوكا فاشتد عليه الوعك فجلس على المنبر
وقام عمه داود على مراقي المنبر فقال الحمد لله شكرا الذي اهلك عدونا واصار إلينا ميراثنا من نبينا محمد أيها الناس الآن اقشعت حنادس الدنيا وانكشف غطاؤنا واشرقت أرضها وسماؤها وطلعت الشمس من مطلعها وبزغ القمر من مبزغه واخذ القوس باريها وعاد السهم إلى منزعه ورجع الحق إلى نصابه

الصفحة 66