@ 67 @
في أهل بيت نبيكم أهل الرافة والرحمة بكم والعطف عليكم أيها الناس أنا والله ما خرجنا في طلب هذا الأمر لنكثر لجينا ولا عقيانا ولا نحفر نهرا ولا نبني قصرا وإنما أخرجتنا الآنفة من ابتزازهم حقنا والغضب لبني عمنا وما كرهنا من أموركم فلقد كانت أموركم ترفضنا ونحن على فرشنا ويشتد علينا سوء سيرة بني أمية فيكم واستنزالهم لكم واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم ومغانمكم عليكم لكم ذمة الله تبارك وتعالى
وذمة رسوله وذمة العباس رحمة الله علينا أن نحكم فيكم بما انزل الله ونعمل فيكم بكتاب الله ونسير في العامة والخاصة بسيرة رسول الله تبا تبا لبني حرب بن أمية وبني مروان آثروا في مدتهم العاجلة على الآجلة والدار الفانية على الدار الباقية فركبوا الآثام وظلموا الأنام وانتهكوا المحارم وغشوا بالجرائم وجاروا في سيرتهم في العباد وسنتهم في البلاد ومرحوا في أعنة المعاصي وركضوا في ميدان الغي جهلا باستدراج الله وأمنا لمكر الله فاتاهم باس الله بياتا وهم نائمون فاصبحوا أحاديث ومزقوا كل ممزق فبعدا للقوم الظالمين وادالنا الله من مروان وقد غره عليه فنادى حزبه وجمه مكايده ورمى بكتائبه فوجد أمامه ووراءه وعن يمينه وشماله من مكر الله وباسه ونقمته ما أمات باطله ومحا ضلاله وجعل دائرة السوء به واحيا شرفنا وعزنا ورد إلينا حقنا وارثنا
أيها الناس أن أمير المؤمنين نصره الله نصرا عزيزا إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة لأنه كاره أن يخلط بكلام الجمعة غيره وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك فادعوا الله لأمير المؤمنين بالعافية فقد بدلكم الله مروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتبع السفلة الذين افسدوا في الأرض بعد إصلاحها بإبدال الدين وانتهاك حريم المسلمين الشباب المكتمل المتمهل المقتدي بسلفة الأبرار الأخيار الذين اصلحوا الأرض بعد فسادها بمعالم الهدى ومناهج التقوى فعج الناس له بالدعاء ثم قال يا أهل الكوفة أنا والله ما زلنا مظلومين مقهورين على حقنا حتى أباح الله لنا شيعتنا أهل خراسان فأحيا بهم حقنا وابلج بهم حجتنا واظهر بهم دولتنا واراكم الله بهم ما كنتم تنتظرون فاظهر فيكم الخليفة من هاشم وبيض به وجوهكم وادالكم على أهل الشام