كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 69 @
والجزيرة وشيخ العرب يزيد بن عمر بن هبيرة بالعراق في جند العرب فقال يا عمي من احب الحياة ذل ثم تمثل بقول الاعشى
( فما ميتة أن متها غير عاجز ... بعار إذا ما غالت النفس غولها )
فالتفت داود إلى ابنه موسى فقال صدق والله ابن عمك فارجع بنا معه نعش اعزاء ونمت كرماء فرجعوا جميعا فكان عيسى بن موسى يقول إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة أن نفرا أربعة عشر رجلا خرجوا من دارهم وأهلهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة همتهم كبيرة أنفسهم شديدة قلوبهم
$ ذكر هزيمة مروان بالزاب $
قد ذكرنا أن قحطبة أرسل أبا عون عبد الملك بن يزيد الازدي إلى شهرزور وانه قتل عثمان بن سفيان وأقام بناحية الموصل وان مروان بن محمد سار إليه من حران حتى بلغ الزاب وحفر وكان في عشرين ومائة ألف وسار أبو عون إلى الزاب فوجه أبو سلمة إلى أبي عون عيينة بن موسى والمنهال بن فتان واسحاق بن طلحة كل واحد في ثلاثة آلاف فلما ظهر أبو العباس بعث سلمة بن محمد في ألفين وعيد الله الطائي في ألف وخمسمائة إلى أبي عون ثم قال من يسير إلى مروان من أهل بيتي فقال عبد الله بن علي أنا فسيره إلى أبي عون فقدم عليه فتحول أبو عون عن سرادقة وخلاه له وما فيه فلما كان لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة سال عبد الله ابن علي عن مخاضة فدل عليها بالتراب فأمر عيينة بن موسى فعبر في خمسة آلاف فانتهى إلى عسكر مروان فقاتلهم حتى أمسوا ورجع إلى عبد الله بن علي واصبح مروان فعقد الجسر وعبر عليه فنهاه وزراؤه عن ذلك فلم يقبل وسير ابنه عبد الله فنزل اسفل من عسكر عبد الله بن علي فبعث عبد الله بن علي المخارق في أربعة آلاف نحو عبد الله بن مروان فسرح إليه ابن مروان الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم فالتقيا فانهزم أصحاب المخارق وثبت هو فاسر هو وجماعة وسيرهم إلى مروان مع رؤوس القتلى فقال مروان ادخلوا علي رجلا من الأسرى فأتوه بالمخارق وكان نحيفا فقال أنت

الصفحة 69