كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 7 @
معاوية فأخبر به عمر بن الغضبان فأشار عليه أن يستوثق من إسماعيل ومنصور وغيرهما فلم يفعل واصبح الناس من الغد غادين على القتال فحمل عمر بن الغضبان على ميمنة ابن عمر فانكشفوا ومضى إسماعيل ومنصور من فورهما إلى الحيرة فانهزم أصحاب ابن معاوية إلى الكوفة وابن معاوية معهم فدخلوا القصر وبقي من بالمسيرة من ربيعة ومضر ومن بازائهم من أصحاب ابن عمر فقال لعمر بن الغضبان ما كنا نأمن عليكم ما صنع الناس بكم فانصرفوا فقال ابن الغضبان لا أبرح حتى أقتل فأخذ أصحابه بعنان دابته فأدخلوه الكوفة فلما أمسوا قال لهم ابن معاوية يا معشر ربيعة قد رأيتم ما صنع الناس بنا وقد علقنا دماءنا في أعناقكم فإن قاتلتم قاتلنا معكم وإن كنتم ترون الناس يخذلوننا وإياكم فخذوا لنا ولكم أمانا فقال له عمر بن الغضبان ما نقاتل معكم وما نأخذ لكم أمانا كما نأخذ لأنفسنا فأقاموا في القصر والزيدية على أفواه السكك يقاتلون أصحاب ابن عمر أياما ثم أن ربيعة أخذت أمانا لابن معاوية ولأنفسهم وللزيدية ليذهبوا حيث شاؤوا وسار ابن معاوية من الكوفة فنزل المدائن فأتاه قوم من أهل الكوفة فخرج بهم فغلب على حلوان والجبال وهمذان واصبهان والري وخرج إليه عبيد أهل الكوفة وكان شاعرا مجيدا فمن قوله
( ولا تركبن الصنيع الذي ... تلوم أخاك على مثله )
( ولا يعجبنك قول امرئ ... يخالف ما قال في فعله )
$ ذكر رجوع الحرث بن سريج إلى مرو $
وفي هذه السنة رجع الحرث إلى مرو وكان مقيما عند المشركين مدة وقد تقدم سبب عوده وكان قدومه مرو في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين فلقيه الناس بكشميهن فلما لقيهم قال ما قرت عيني منذ خرجت إلى يومي هذا وما قرة عين إلا أن يطاع الله ولقيه صر وأنزله وأجرى عليه كل يوم خمسين درهما فكان يقتصر على لون واحد وطلق أهله وأولاده وعرض عليه نصر أن يوليه ويعطيه مائة ألف دينار فلم يقبل وأرسل إلى نصر أني لست من الدنيا واللذات في شيء إنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة وأن تستعمل أهل الخير فإن فعلت ساعدتك على عدوك وأرسل الحرث إلى الكرماني أن أعطاني نصر العمل بالكتاب وما سألته عضدته وقمت بأمر الله وان لم يفعل

الصفحة 7