@ 71 @
فقالوا قل لغطفان فليحملوا فقال لصحاب شرطته انزل فقال والله ما كنت لاجعل نفسي غرضا قال أما والله لاسوأنك فقال وددت والله انك قدرت على ذلك وكان مروان ذلك اليوم لا يدبر شيئا إلا ما كان فيه الخلل فأمر بالأموال فأخرجت وقال للناس اصبروا وقاتلوا فهذه الأموال لكم فجعل ناس من الناس يصيبون من ذلك فقيل له أن الناس قد مالوا على هذا المال ولا نأمنهم أن يذهبوا به فأرسل إلى ابنه عبد الله أن سر في أصحابك إلى قوم عسكرك فاقتل من اخذ من المال فامنعهم فمال عبد الله برايته وأصحابه فقال الناس الهزيمة الهزيمة فانهزم مروان وانهزموا وقطع الجسر وكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل فكان ممن غرق يومئذ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن المخلوع فاستخرجوه في الغرقى فقرا عبد الله { وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } وقيل بل قتله عبد الله بن علي بالشام وقتل في هذه الوقعة سعيد بن هشام بن عبد الملك وقيل بل قتله عبد الله بالشام وأقام عبد الله بن علي في عسكره سبعة أيام فقال رجل من ولد سعيد بن العاص يعير مروان
( لج الفرار بمروان فقلت له ... عاد الظلوم ظليما همه الهرب )
( أين الفرار وترك الملك إذ ذهبت ... عنك الهوينا فلا دين ولا حسب )
( فراشة الحلم فرعون العقاب وإن ... تطلب نداه فكلب دونه كلب )
وكتب يومئذ عبد الله بن علي إلى السفاح بالفتح وحوى عسكر مروان بما فيه فوجد سلاحا كثيرا وأموالا ولم يجد فيه امرأة إلا جارية كانت لعبد الله بن مروان فلما أتى الكتاب السفاح صلى ركعتين ثم قال { فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر } - الى قوله - { وعلمه مما يشاء } وأمر لمن شهد الوقعة بخمسمائة دينار ورفع أرزاقهم إلى ثمانين وكانت هزيمة مروان بالزاب يوم السبت لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة وكان فيمن قتل معه يحيى بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وهو أخو عبد الرحمن صاحب الأندلس فلما تقدم إلى القتال رأى عبد الله بن علي فتى عليه ابهة الشرف يقاتل مستقتلا فناداه يا فتى لك الأمان ولو كنت مروان بن محمد فقال أن لم اكنه فلست بدونه قال فلك الأمان ولو كنت من كنت فاطرق ثم قال