@ 73 @
( قد كنت أحسبني جلدا فضعضعني ... قبر بحران فيه عصمة الدين )
( فيه الإمام وخير الناس كلهم ... بين الصفائح والأحجار والطين )
( فيه الإمام الذي عمت مصيبته ... وعيلت كل ذي مال ومسكين )
( فلا عفا الله عن مروان مظلمة ... لكن عفا الله عمن قال آمين )
وكان إبراهيم خيرا فاضلا كريما قدم المدينة مرة ففرق في أهلها مالا جليلا وبعث إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن بخمسمائة دينار وبعث إلى جعفر بن محمد بألف دينار فبعث إلى جماعة العلويين بمال كثير فاتاه الحسين بن زيد بن علي وهو صغير فأجلسه في حجره قال من أنت قال أنا الحسين بن زيد بن علي فبكى حتى بل رداءه وأمر وكيله بإحضار ما بقي من المال فاحضر أربعمائة دينار فسلمها إليه وقال لو كان عندنا شيء آخر لسلمته إليك وسير معه بعض مواليه إلى أمه ريطة بنت عبد الملك بن محمدابن الحنفية يعتذر إليها وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وأمه أم ولد بربرية اسمها سلمى وكان ينبغي أن يقدم ذكر قتله على هزيمة مروان وانما قدمنا ذلك لتتبع الحادثة بعضها بعضا
$ ذكر قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم $
وفي هذه السنة قتل مروان بن محمد وكان قتله ببوصير من أعمال مصر لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان مروان لما هزمه عبد الله بن علي بالزاب أتى مدينة الموصل وعليها هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة الاسدي فقطعا الجسر فناداهم أهل الشام هذا أمير المؤمنين مروان فقالوا كذبتم أمير المؤمنين لا يفر وسبه أهل الموصل وقالوا يا جعدي يا معطل الحمد لله الذي أزال سلطانكم وذهب بدولتكم الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبينا فلما سمع ذلك سار إلى بلد فعبر دجلة واتى حران وبها ابن أخيه أبان بن يزيد بن محمد بن مروان عامله عليها فأقام بها نيفا وعشرين يوما وسار عبد الله بن علي حتى أتى الموصل فدخلها وعزل عنها هشاما واستعمل عليها محمد بن صول ثم سار في اثر مروان بن محمد فلما دنا منه عبد الله حمل مروان أهله وعياله ومضى منهزما وخلف بمدينة حران ابن أخيه أبان بن يزيد وتحته أم عثمان ابنه مروان