كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 8 @
أعنتك أن ضمنت لي القيام بالعدل والسنة ودعا بني تميم إلى نفسه فأجابه منهم ومن غيرهم جمع كثير واجتمع ثلاثة آلاف وقال لنصر إنما خرجت من هذه البلدة منذ ثلاثة عشر سنة إنكارا للجور وأنت تريدني عليه
$ ذكر انتفاض أهل حمص $
وفى هده السنة انتفض أهل حمص على مروان وكان سبب دلك أن مروان لما عاد إلى حران بعد فراغه من أهل الشام أقام ثلاثة اشهر فانتفض عليه أهل حمص وكان الذي دعاهم إلى دلك ثابت بن نعيم وراسلهم وأرسل أهل حمص إلى من بتدمر منكلب فأتاهم الاصبغ بن دؤالة الكلبى وأولاده ومعأوية السكسيى وكان فارس أهل الشام وغيرهما في نحو من ألف من فرسانهم فدخلو ليلة الفطر فجد مروان في السير إليه ومعه إبراهيم المخلوع وسليمان بن هشام وكان قد أمنهما وكان يكرمهما فبلغهما بعد الفطر بيومين وقد سد أهلها أبوابها فأحدق بالمدينة ووقف بازاء باب من أبوابها فنادى مناديه الدين عند الباب ما دعاكم إلى النكث قالوا أنا على طاعتك لم ننكث قال ففتحوا لباب ففتحوا الباب فدخله عمر بن الوضاح في الوضاحية وهم نحو من ثلاثة آلاف فقاتلهم من في البلد فكثرتهم خيل مروان فخرج من بها من باب تدمر فقاتلهم من عليه من أصحاب مروان فقتل عامة من خرج منه وأفلته الاصبغ بن دؤالة وابنه فرافصه وقتل مروان جماعة من أسراهم وصلب خمسمائة من القتلى حول المدينة وهدم من سورها نحو غلوة وقيل أن فتح حمص وهدم سورها كان في سنة ثمان وعشرين
$ ذكر خلاف أهل الغوطة $
في هذه السنة خالف أهل الغوطة وولوا عليهم يزيد بن خالد القسرى وحصروا دمشق وأميرها زامل بن عمرو فوجه إليهم مروان من حمص أبا الورد بن الكوثر بن زفر بن الحرث وعمر بن الوضاح في عشرة آلاف فلما دنوا من المدينة حملو عليهم وخرج عليهم من بالمدينة فانهزموا واستباح أهل مروان عسكرهم واحرقوا المزة وقرى من اليمانية واخذ يزيد بن خالد فقتل وبعث زامل برأسه إلى مروان بحمص وممن قتل في هده الحرب عمر بن هانئ العبسى مع يزيد وكان عابدا كثير المجاهدة

الصفحة 8