كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 81 @
بدارا وماردين ورئيس ربيعة يومئذ رجل من الحرورية يقال له بريكة فعمد إليهم أبو جعفر فلقيهم فقاتلوه قتالا شديدا وقتل برمكة في المعركة وانصرف بكار إلى أخيه إسحاق بالرها فخلفه إسحاق بها وسار إلى سميساط في عظم عسكره واقبل أبو جعفر إلى الرها وكان بينهم وبين بكار وقعات وكتب السفاح إلى عبد الله بن علي يأمره أن يسير في جنوده إلى سمياط فسار حتى نزل بازاء إسحاق بسمسياط وإسحاق في ستين ألفا وبينهم الفرات واقبل أبو جعفر من الرها وحاصر إسحاق سميساط سبعة أشهر وكان إسحاق يقول في عنقي بيعة فأنا لا أدعها حتى أعلم أن صاحبها مات أو قتل فأرسل إليه أبو جعفر أن مروان قد قتل فقال حتى أتيقن فلما تيقن قتله طلب الصلح والأمان فكتبوا إلى السفاح بذلك وأمرهم أن يؤمنوه ومن معه فكتبوا بينهم كتابا بذلك وخرج إسحاق إلى أبي جعفر وكان عنده من آثر صحابته واستقام أهل الجزيرة والشام وولى أبو العباس أخاه أبا جعفر الجزيرة وارمينية واذربيجان فلم يزل عليها حتى استخلف وقد قيل أن عبيد الله بن علي هو الذي أمن إسحاق بن مسلم
$ ذكر قتل أبي سلمة الخلال وسليمان بن كثير $
قد ذكرنا ما كان من أبي سلمة في أمر أبي العباس السفاح ومن كان معه من بني هاشم عند قدومهم الكوفة بحيث صار عندهم متهما وتغير السفاح عليه وهو يعسكره بحمام اعين ثم تحول عنه إلى المدينة الهاشمية فنزل قصر الإمارة بها وهو متنكر لأبي سلمة وكتب إلى أبي مسلم يعلمه رأيه فيه وما كان هم به من الغش وكتب إليه أبو مسلم أن كان أمير المؤمنين اطلع على ذلك فليقتله فقال داود بن علي للسفاح لا تفعل يا أمير المؤمنين فيحتج بها أبو مسلم عليك وأهل خراسان الذين معك أصحابه وحاله فيهم حاله ولكت اكتب إلى أبي مسلم فليبعث إليه من يقتله فكتب إليه فبعث أبو مسلم مرار بن انس الضبي لقتله فقدم على السفاح فاعلمه بسبب قدومه فأمر السفاح مناديا فنادى أن أمير المؤمنين قد رضي عن أبي سلمة ودعاه فكساه ثم دخل عليه بعد ذلك ليلة فلم يزل عنده حتى ذهب عامة الليل ثم انصرف إلى منزله وحده فعرض له مرار ابن انس ومن معه من اعوانه فقتلوه وقالوا قتله الخوارج ثم أخرج من الغد فصلى

الصفحة 81