@ 83 @
مروان بشيء احب إليه من هذه الجنود فالزم الفرات حتى تأتيه واياك وواسطا فتصير في حصار وليس بعد الحصر إلا القتل فابى وكان يخاف مروان لأنه كان يكتب إليه بالأمر فيخالفه فخاف أن يقتله فأتى واسطا فتحصن بها وسير أبو سلمة إليه الحسن بن قحطبة فحصره وأول وقعة كانت بين يوم الأربعاء قال أهل الشام لابن هبيرة ائذن لنا في قتالهم فأذن لهم فخرجوا وخرج ابن هبيرة وعلى ميمنته ابنه داود فالتقوا وعلى ميمنة الحسن خازم بن خزيمة فحمل خازم على ابن هبيرة فانهزم هو ومن معه وغص الباب بالناس ورمي أصحابه بالعرادات ورجع أهل الشام فكر عليهم الحسن واضطرهم إلى دجلة فغرق منهم ناس كثير فتلقوهم بالسفن وتحاجزوا فمكثوا سبعة أيام ثم خرجوا إليهم فاقتتلوا وانهزم أهل الشام هويمة قبيحة فدخلوا المدينة فمكثوا ما شاء الله لا يقاتلون إلا رميا وبلغ ابن هبيرة وهو في الحصار أن أبا أمية التغلبي قد سود فأخذه وحبسه فتكلم ناس من ربيعة في ذلك ومعن بن زائدة الشيباني واخذوا ثلاثة نفر من فزارة رهط ابن هبيرة فحبسوهم وشتموا ابن هبيرة وهو في الحصار أن أبا أمية التغلبي قد سود فأخذه وحبسه فتكلم ناس من ربيعة في ذلك ومعن بن زائدة الشيباني وأخذوا ثلاثة نفر من فزارة رهط ابن هبيرة فحبسوهم وشتموا ابن هبيرة وقالوا لا نترك ما في أيدينا حتى يترك ابن هبيرة صاحبنا وأبى ابن هبيرة أن يطلقه فاعتزل معن وعبد الرحمن بن بشير العجلي فيمن معهما فقيل لابن هبيرة هؤلاء فرسانك قد أفسدتهم وان تماديت في ذلك كانوا اشد عليك ممن حصرك فدعا أبا أمية فكساه وخلى سبيله فاصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه وقدم أبو نصر مالك بن الهيثم من ناحية سجستان إلى الحسن فأوفد الحسن وفدا إلى السفاح بقدوم أبي نصر عليه وجعل على الوفد غيلان بن عبد الله الخزاعي وكان غيلان واجدا على الحسن لأنه سرحه إلى روح بن حاتم مددا له فلما قدم على السفاح وقال اشهد انك أمير المؤمنين وانك حبل الله المتين وانك إمام المتقين قال حاجتك يا غيلان قال استغفرك قال غفر الله لك قال غيلان يا أمير المؤمنين من علينا برجل من أهل بيتك قال أوليس عليكم رجل من أهل بيتي الحسن ابن قحطبة قال يا أمير المؤمنين من علينا برجل من أهل بيتك ننظر إلى وجهه وتقر عيننا به فبعث أخاه أبا جعفر لقتال ابن هبيرة عند رجوعه من خراسان وكتب إلى الحسن أن العسكر عسكرك والقواد قوادك ولكن أحببت أن يكون أخي حاضرا فاسمع له واطع واحسن مؤازرته وكتب إلى مالك بن الهيثم بمثل ذلك وكان الحسن هو المدبر لأمر ذلك العسكر فلما قدم أبو جعفر المنصور على الحسن تحول الحسن عن خيمته وأنزله فيها وجعل الحسن على حرس المنصور عثمان بن نهيك وقاتلهم