@ 85 @
يوما ويتركه يوما فكان يأتيه في خمسمائة فارس وثلاثمائة راجل فقيل لأبي جعفر أن ابن هبيرة ليأتي فيتضعضع له العسكر وما نقص من سلطانه شيء فأمره أبو جعفر أن لا يأتي إلا في حاشيته فكان يأتي في ثلاثين ثم صار يأتي في ثلاثة أو أربعة وكلم ابن هبيرة المنصور يوما فقال له ابن هبيرة يا هناه أو يا أيها المرء ثم رجع فقال أيها الأمير أن عهدي بكلام الناس بمثل ما خاطبتك به لقريب فسبقني لساني إلى ما لم أرده فالح السفاح على أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه أو ولأرسلن إليه من يخرجه من حجرتك ثم أتولى قتله فعزم على قتله
فبعث خازم بن خزيمة والهيثم بن شعبة بن ظهير وأمرهما بختم بيوت الأموال ثم بعث إلى وجوه مع ابن هبيرة من القيسية والمضرية فأحضرهم فاقبل محمد ابن نباتة وحوثرة بن سهيل في اصنين وعشرين رجلا فخرج سلام بن سليم فقال أين ابن نباتة وحوثرة فدخلا وقد اجلس أبو جعفر عثمان بن نهيك وغيره في مائة في حجرة دون حجرته فنزعت سيوفهما وكتفا واستدعى رجلين رجلين يفعل بهما مثل ذلك فقال بعضهم اعطيتمونا عهد الله ثم غدرتم بنا أنا لنرجو أن يدرككم الله وجعل ابن نباتة يضرط في لحية نفسه وقال كأني كنت انظر إلى هذا
وانطلق خازم والهيثم بن شعبة ف نحو من مائة إلى ابن هبيرة فقالوا نريد حمل المال فقال لحاجبه دلهم على الخزائن فأقاموا عند كل بيت نفرا واقبلوا نحوه وعنده ابنه داود وعدة من مواليه وبني له صغير في حجره فلما أقبلوا نحوه قام حاجبه في وجوههم فضربه الهيثم بن شعبة على حبل عاتقه فصرعه وقاتل ابنه داود واقبل هو إليه ونحى ابنه من حجره فقال دونكم هذا الصبي وخر ساجدا فقتل وحملت رؤوسهم إلى أبي جعفر ونادى بالأمان للناس إلا الحكم بن عبد الملك بن بشر وخالد بن سلمة المخزومي وعمر بن ذر فاستأمن زياد بن عبيد الله لابن ذر فأمنه وهرب الحكم وأمن أبو جعفر خالدا فقتله السفاح ولم يجز أمان أبي جعفر فقال أبو العطاء السندي يرثي ابن هبيرة
( إلا أن عينا لم تجد يوم واسط ... عليك بخارى دمعها لجمود )