كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 86 @
( عشية قام النائحات وصفقت ... أكف بأيدي مأتم وخدود )
( فإن تنس مهجور الفناء فربما ... أقام به بعد الوفود وفود )
( فإنك لم تبعد على متعهد ... بلى كل من تحت التراب بعيد )
$ ذكر قتل عما أبي سلمة بفارس $
وفي هذه السنة وجه أبو مسلم الخراساني محمد بن الاشعث على فارس وأمره أن يقتل عمال أبي سلمة ففعل ذلك فوجه السفاح عمه عيسى بن علي إلى فارس وعلها محمد بن الاشعث فأراد محمد قتل عيسى فقيل له أن هذا لا يسوغ لك فقال بلى امرني أبو مسلم أن لا يقدم أحد علي يدعي الولاية من غيره إلا ضربت عنقه ثم ترك عيسى خوفا من عاقبة قتله واستحلف عيسى بالايمان المحرجة أن لا يعلو منبرا ولا يتقلد سيفا إلا في جهاد فلم يتول عيسى بعد ذلك ولاية ولم يتقلد سيفا إلا في غزو ثم وجه السفاح بعد ذلك إسماعيل بن علي واليا على فارس
$ ذكر ولاية يحيى بن محمد الموصل وما قيل فيها $
وفي هذه السنة استعمل السفاح أخاه يحيى بن محمد على الموصل عوض محمد ابن صول وكان سبب ذلك أن أهل الموصل امتنعوا من طاعة محمد بن صول وقالوا يلي علينا مولى الخثعم وأخرجوه عنهم فكتب إلى السفاح بذلك واستعمل عليهم أخاه يحيى بن محمد وسيره إليها في اثني عشر ألف رجل فنزل قصر الإمارة مجانب مسجد الجامع ولم يظهر لأهل الموصل شيئا ينكرونه ولم يعترضهم فيما يفعلونه ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلا فنفر أهل البلد وحملوا السلاح فأعطاهم الأمان وأمر فنودي من دخل الجامع فهو آمن فأتاه الناس يهرعون إليه فأقام يحيى الرجال على أبواب الجامع فقتلوا الناس قتلا ذريعا أسرفوا فيه فقيل أنه قتل فيه أحد عشر ألفا ممن له خاتم وممن ليس له خاتم خلقا كثيرا فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن فسال عن ذلك الصوت فاخبر به فقال إذا كان الغد فاقتلوا النساء والصبيان

الصفحة 86