كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 87 @
ففعلوا ذلك وقتل منهم ثلاثة أيام وكان في عسكره قائد معه أربعة آلاف زنجي فأخذوا النساء قهرا فلما فرغ يحي من قتل أهل الموصل ف اليوم الثالث ركب اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف المسلولة فاعترضته امرأة وأخذت بعنان دابته فأراد أصحابه قتلها فنهاهم عن ذلك فقالت له الست من بني هاشم الست ابن عم رسول الله أما تأنف للعربيات المسلمات أن ينكحن الزنج فأمسك عن جوابها وسير معها من يبلغها مأمنها وقد عمل كلامها فيه فلما كان الغد جمع الزنج للعطاء فاجتمعوا فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم وقيل كان السبب في قتل أهل الموصل ما ظهر منهم من محبة بني أمية وكراهة بني العباس وان امرأة غسلت رأسها والقت الخطمي من السطح فوق على راس بعض الخراسانية فظنها فعلت ذلك تعمدا فهج الدار وقتل أهلها فثار أهل البلد وقتلوه وثارت الفتنة وفيمن قتل معروف بن أبي معروف وكان زاهدا عابدا وقد أدرك كثيرا من الصحابة وروى عنهم
$ ذكر عدة حوادث $
وفيها وجه السفاح أخاه المنصور واليا على الجزيرة واذربيجان وارمينية
وفيها عزل عمه داود بن علي عن الكوفة وسوادها وولاه المدينة ومكة واليمن واليمامة وولى موضعه من عمل الكوفة ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد فاستقضى عيسى على الكوفة ابن أبي ليلى وكان العامل على البصرة هذه السنة سفيان بن معاوية المهلبي وعلى قضائها الحجاج بن ارطأة وعلى السند منصور بن جمهور وعلى فارس محمد بن الاشعث وعلى الجزيرة وارمينية واذربيجان أبو جعفر بن محمد بن علي وعلى الموصل يحيى بن محمد بن علي وعلى الشام عبد الله بن علي وعلى مصر أبو عون عبد الملك بن يزيد وعلى خراسان والجبال أبو مسلم وعلى ديوان الخراج خالد ن برمك
وحج بالناس هذه السنة داود بن علي
وفيها مات عبد الله بن أبي نجيح واسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري

الصفحة 87