كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 89 @

$ ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة $
$ ذكر ملك الروم ملطية $
وفي هذه السنة اقبل قسطنطين ملك الروم إلى ملطية وكمخ فنازل كمخ فأرسل أهلها إلى أهل ملطية يستنجدونهم فسار إليهم منها ثمانمائة مقاتل فقاتلهم الروم فانهزم المسلمون ونازل الروم ملطية وحصروها والجزيرة يومئذ مفتونة بما ذكرناه وعاملها موسى بن طعب بحران فأرسل قسطينطين إلى أهل ملطية اني لم أحصركم إلا على علم من المسلمين واختلافهم فلكم الأمان وتعودون إلى بلاد المسلمين حتى احترث ملطية فلم يجيبوه إلى ذلك فنصب المجانيق فاذعنوا وسلموا البلد على الأمان وانتقلوا إلى بلاد الإسلام وحملوا ما أمكنهم حمله وما لم يقدروا على حمله القوه في الآبار والمجاري فلما ساروا عنها أخبر بها الروم ورحلوا عنها عائدين وتفرق أهلها في بلاد الجزيرة وسار ملك الروم إلى قالقيلا فنزل مرج الخصى وأرسل كوشان الارمني فحصرها فنقب اخوان من الأرمن من أهل المدينة ردما كان في سورها فدخل كوشان ومن معه المدينة وغلبوا عليها وقتلوا رجالها وسبوا النساء وساق القائم إلى ملك الروم
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة وجه السفاح عمه سليمان واليا على البصرة وأعمالها وكور دجلة والبحرين وعمان ومهرجاندذق واستعمل عمه إسماعيل بن علي على الأهواز
وفيها قتل داود بن علي من ظفر به من بني أمية بمكة والمدينة ولما أراد قتلهم قال له عبد الله بن الحسن بن الحسن يا أخي إذا قتلت هؤلاء فمن تباهي بملكه أما يكفيك أن يروك غاديا ورائحا فيما يذلهم ويسوءهم فلم يقبل منه وقتلهم

الصفحة 89