كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 9 @

$ ذكر خلاف أهل فلسطين $
وفيها خرج ثابت بن نعيم بعد أهل مصر والغوطة وكان خروجه في أهل فلسطين وانتفض على مروان أيضا واتى طبرية فحاصرها وعليها الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم ابن أخي عبد الملك فقاتله أهلها أياما فكتب مروان بن محمد إلى أبي الورد يأمره بالمسير إليهم فسار إليهم فلما قرب منه خرج أهل طبريا على ثابت فهزموه واستباحوا عسكره وانصرف إلى فلسطين منهزما وتبعه أبو الورد فالتقوا واقتتلوا فهزمه أبو الورد ثانية وتفرق أصحابه واسر ثلاثة من الواده وبعث بهم إلى مروان وتغيب ثابت وولده رفاعة استعمل مروان على فلسطين الدماحن بن عبد العزي الكناني فظفر بثابت وبعثه إلى مروان موثقا بعد شهرين فأمر به وبأولاده الثلاثة فقطعت أيديهم وأرجلهم وحملوا إلى دمشق فالقوا على باب المسجد ثم صلبهم على أبواب دمشق
وكان مروان بدير أيوب فبايع لابنيه عبيد الله وعبد الله وزوجهما ابنتيا هاشم بن عبد الملك وجمع لذلك بني أمية واستقام له الشام ما خلا تدمر فسار إليها فنزل القسطل وبينه وبين تدمر أياما وكانوا قد غوروا المياه فاستعمل المزاد والقرب والإبل وكلمه الابرش بن وليد وسليمان بن هشام وغيرهما وسألوه أن يرسل إليهم فأذن لهم في ذلك وسار ابرش وخوفهم وحذرهم فأجابوا إلى الطاعة وهرب نفر منهم إلى البر ممن لم يثق بمروان ورجع الابرش إبراهيم إلى مروان ومعه من أطاع بعد أن هدم سوريا وكان مروان قد سير يزيد بن عمر بن هبيرة بين يديه إلى العراق لقتال الضحاك الخارجي وضرب على أهل الشام بعثا وأمرهم باللحاق بيزيد وسار مروان إلى الرصافة فاستأذنه سليمان بن هشام ليقيم أياما ليقوى من معه ويستريح ظهره فأذن له وتقدم مروان إلى قرقيسيا أبوها ابن هبيرة ليقدمه إلى الضحاك فرجع عشرة آلاف ممن كان مروان قد أخذه من أهل الشام لقتال الضحاك فأقاموا بالرصافة ودعوا سليمان إلى خلع مروان فأجابهم

الصفحة 9