كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)

تأمل، فلا عينين للمرء صارفًا عنايته عن مظهر العبرات
وكما قال:
أرى الربع لا أهلين في عرصاته ومن قبل عن أهليه كان يضيق
وقد كثر في الكلام مع مخالفة القياس نحو: لا أبا لك، ولا أخا له، ولا غلامي لك، نحو قول الراجز:
أهدموا بيتك لا أبا لكا وزعموا أنك لا أخا لكا
وأنا أمشي الدألى حوالكا
ومثال (لا غلامي لك) قول الشاعر:
لا تعنين بما أسبابه عسرت فلا يدي لامرئ إلا بما قدرا
ولم يرد هذا الاستعمال في غير ضرورة إلا مع اللام".
وقوله غير المضاف يشمل أبا وأخا، والمثنى، وكل ما وليه لام جر في: لا غلام لك، ولا بني لك، ولا بنات لك، ولا عشري لك، كذا قال المصنف. وهذه المسألة فيها ثلاثة مذاهب:
أحدها: ما ذهب إليه هشام وابن كيسان، واختاره المصنف، من أن هذه أسماء مفردة ليست بمضافة، والمجرور باللام في موضع الصفة لها، فيتعلق بمحذوف، وشبه غير المضاف بالمضاف في نزع التنوين من المفرد، والنون من المثنى والمجموع على حده.

الصفحة 254