كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)

من حروف الجر إلا اللام خاصة؛ لأنها مؤكدة لمعنى الإضافة في البابين على معنى اللام، فأقحموها لذلك. وأما قول الشاعر:
وقد علمت أن لا أخا بعشوزنٍ ولا جار إذا أرهقتها بالحوافر
فالأخ غير مضاف، وإنما جاء على لغة من يجعل أخاك بمنزلة عصاك، فلا يحذف لأمه أضيف أو لم يُضف.
فإن قلت: إذا كان (الأب) من قولهم (لا أبا لك) مضافًا إلى ما بعده فكيف ساغ للعرب أن تقول (لا أبا لي) بإثبات الألف، و (لا أخا لي) قال الأعشى:
فأنت أبي ما لم تكن لي حاجةٌ وإن عرضت أيقنت أن لا أبا ليا
وقال آخر:
وما راعني إلا زهاء معانقي فأي عنيق بات لي، لا أبا ليا
/ وقال آخر:
وذي إخوةٍ قطعت أسباب بينهم كما تركوني مُفردًا لا أخا ليا
والأب والأخ إذا أُضيفا إلى ياء المتكلم لم تُرد فيه اللام المحذوفة.
فالجواب: أن الذي منع من رد اللام المحذوفة إذا قلت (أبي) إنما

الصفحة 265