كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)

أبالموت الذي لا بد أني ملاقٍ لا أباك تُخوفيني"
فظاهر كلام أبي علي هذا يدل على أن الشاعر قد يحذف هذه اللام المُقحمة بين المضاف والمضاف إليه إذا اضطر إلى ذلك.
والصحيح أن ذلك لم يجئ في ضرورة ولا في غيرها إلا في (الأب) خاصة، وكذا قال المصنف في الشرح، قال: "ولا يُستغنى عن اللام بعدما أعطي حكم المضاف من الأسماء المذكورة إلا بعد الضرورة،
كقول الشاعر:
وقد مات شماخٌ، ومات مُزودٌ وأي كريمٍ لا أباك يُخلدُ
وقول الآخر:
أبالموت الذي لا بد أني ملاقٍ لا أباك تخوفيني
أراد: لا أبا لك، ولا أبا لك، كذا زعموا. وهو عندي بعيد؛ لأنه إن كان الأمر كذلك لم يخل من أن يكون (أب) مضافًا إلى الكاف عاملًا فيها، أو يكون مقدر الانفصال باللام، وهي العاملة في الكاف مع حذفها. فالأول ممنوع لاستلزامه تعريف اسم (لا)، أو تقدير عدم تمحض الإضافة فيما إضافته محضة. والثاني ممنوع لاستلزامه وجود ضمير متصل معمول

الصفحة 269