كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)

لسبب واحد - وهو التعريف - نحو قوله:
أنا أبو دهبل وهبٌ لوهب
والتنكير على الضرب الأول أحسن من التنكير على الضرب الثاني؛ لأن العرب إذا حذفت المضاف وأقامت المضاف إليه مُقامه فإنما تجعل الحكم للملفوظ به، ولا تجعله للمحذوف إلا في قليل من الكلام، وبابه الشعر، نحو قوله:
تأتي المُقيم وما سعى حاجاته عدد الحصى، ويخيب سعي الطالب
نصب (عدد الحصى) على الحال، وهو معرفة في اللفظ، لما كان التقدير: مثل عدد الحصى.
فإن قلت: ما الدليل على أن هذه الأسماء المعارف مؤولة بنكرة؟ ولعلها عملت فيها (لا) وهي باقية على تعريفها على سبيل الشذوذ، كما عملت (لا) في المعرفة عمل (ليس) على طريق الشذوذ، كما عملت (لا) في المعرفة عمل (ليس) على طريق الشذوذ.
فالجواب: ما ذكره الفراء من أن من قال (لا أمية لك)، ثم نعت نعته بنكرة وإن كان له لفظ التعريف بترك إجرائه، فقال (لا أبا أمية عاقلًا لك)، ولا يقال (العاقل) لنيابته عن النكرة.
وفي (الغُرة): فأما قول الشاعرك
لا هيثم الليلة للمطي
وقولهم (قضية ولا أبا حسنٍ) ففيه وجهان:

الصفحة 289