كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 5)

صفحة رقم 118
كالهباء الذي تذريه الرياح عن وجه الأرض ، فلهذا لا يقوم المنافقون في القضاء ولا الخطأة في مجمع الصيديقين ، لأن الرب عالم بطريق الأبرار ، وطريق المنافقين تبيد .
المزمور الثثاني : لماذا ارتجت الشعوب ؟ وهدت الأمم بالباطل ؟ قامت ملوك الأرض ورؤساؤها وائتمروا جميعاً على الرب وعلى مسيحه قائلين لنقطع أغلالهما ونلقي عنا سيرهما ، الساكن في السماء يضحك بهم ، والرب يمقتهم ، حينئذ يكلمهم بغضبه ، وبسخطه يذهلهم ، أنا أقمت ملكاً منهم على صهيون جبل قدسه ، لأخبر ميثاق الرب ، الرب قال لي : أنت ابني ، أنا اليوم ولدتك ، سلني فأعطيك الشعوب ، ميراثك وسلطانك على أقطار الأرض ، ترعاهم بقضيب من حديد ، ومثل آنية ا لفخار تسحقهم ، من الآن تفهموا ايها الملوك تأدبوا يا جميع قضاة الأرض اعبدوا الرب بخشية ، سبحوه برعدة ، الزموا الأدب لئلا يسخط الرب عليكم فتضلوا عن سبيله العادلة ، إذا ما توقد رجزه عن قليل ، طوباهم المتوكلين عليه .
المزمور الخامس : استمع يارب قولي داعياً ، وكن لدعائي مجيباً ، وأنصت إلى صوت تضرعي ، فإنك ملكي وإلهي ، وإني لك أصلي في غدواتي ، استمع يارب طلبتي لأقف أمامك بالغداة وتراني ، لأنك إله لا ترضى الإثم ، ولا يحل في مساكنك شرير ، ولا يثبت مخالفو وصاياك بين يديك ، أبغضت جميع عاملي الإثم ، وأبدت كل الناطقين بالكذب ؛ الرجل السافك الدماء الغاش الرب يرذله ، وأنا بكثرة رحمتك أدخل بيتك ، وأسجد في هيكل قدسك مستشعراً بخشيتك ، اهدني يا رب بعدلك ، ومن أجل أعدائي سهل أمامك طريقي ، فإنه ليس في أفواههم صدق ، بل الإثم في قلوبهم ، حناجرهم قبور مفتحة ، وألسنتهم غاشة ، دنهم يا الله ومثل كثرة نفاقهم ارفضهم لأنهم أسخطوك يا رب ، ويفرح بك جميع المتوكلين عليك ، وإلى الأبد يسرون ، ويهم تحل بركتك ، ويفتخربك كل محبي اسمك ، لأنك يارب تبار الصديق ، وكمثل سلاح ، المسرة كللتنا .
المزمور السادس : يارب لا تبكتني بغضبك ، ولا تؤدبني بزجرك ، ارحمني يا رب فإني ضعيف ، اشفني يارب فإن عظامي قلقت ، ونفسي جزعت جداً ، وأنت نج نفسي وخلصني برحمتك ، فليس في الموتى من يذكرك ، ولا في الجحيم من يشكرك ، تعبت في تنهدي ، أحمم في كل ليلة سريري ، وبدموعي أبلّ فراشي ، ذبلت من السخط عيناي ، ابعدوا عني يا جميع عاملي الإثم ، فإن الرب سمع صوت بكائي ، الرب سمع صوت تضرعي ، الرب قبل صلاتي ، يخزون ويبهتون جميع أعدائي ، ويتضرعون وسيقطون جداً عاجلاً .

الصفحة 118