كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 5)
صفحة رقم 130
للناس حسابهم ( وكان وارداً فقي معرض التهديد ، وتكرر في مواضع منها كقوله تعالى :
77 ( ) إلينا ترجعون ( ) 7
[ الأنبياء : 35 ]
77 ( ) سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد ( ) 7
[ الأنبياء : 37 ]
77 ( ) لو يعلم الذين كفروا حين يكفون عن وجوهم النار ( ) 7
[ الأنبياء : 39 ]
77 ( ) ولئن مستهم نفحة نم عذاب ربك ( ) 7
[ الأنبياء : 46 ]
77 ( ) ونضع موازين القسط يوم القيامة ( ) 7
[ الأنبياء : 47 ]
77 ( ) وهم من الساعة مشفقون ( ) 7
[ الأنبياء : 49 ]
77 ( ) كل إلينا راجعون ( ) 7
[ الأنبياء : 93 ]
77 ( ) واقترب وعد الحق ( ) 7
[ الأنبياء : 97 ]
77 ( ) إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ( ) 7
[ الأنبياء : 98 ]
77 ( ) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب ( ) 7
[ الأنبياء : 104 ] إلى ما تخلل هذه الآي من التهديد ، وشديد الوعيد ، حتى لا تكاد تجد أمثال هذه الآي في الوعيد والإنذار بما في الساعة وما بعدها وما بين يديها في نظائر هذه السورة ، وقد ختمت من ذلك بمثل ما به ابتدئت ، اتصل بذلك ما يناسبه من الإعلام بهول الساعة وعظيم أمرها ، فقال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم ( - إلى قوله : ( ولكن عذاب الله شديد ( ثم اتبع ببسط الدلالات على البعث الأخي وإقامة البرهان ) يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث ( الآيات ، ثم قال ) ذلك بأن الله هو الحق ) أي اطرد هذا الحكم العجيب ووضح من تقلبكم من حالة إلى حالة في الأرحام وبعد خروجكم إلى الدنيا وأنتم تعلمون ذلك من أنفسكم ، وتشاهدون الأرض على صفة من الهمود والموت إلى حين نزولالماء فنحي ونخرج أنواع النبات وضروب الثمرات ) يسقى بماء واحد ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى ( كما أحياكم أولاً وأخرجكم من العدم إلى الوجود وأحيا الأرض بعد موتها وهمودها ، كذلك تأتي الساعة من غير ريب ولا شك ، ويبعثكم لما وعدكم من حسابكم وجزائكم ) فريق في الجنة وفريق في السعير ( انتهى .
ولما أمرهم بالتقوى : علل ذلك مرهباً لهم بقوله : ( إن زلزلة الساعة ) أي التي تقدم التحذير منها في الأنبياء بدأ وختماً وما بين ذلك ، أي شدة اضطرابها وتحركها العنيف المزيل للأشياء عن مقارها إزالة عظيمة ، بما يحصل فيهما من الأصوات المختلفة ، والحركات المزعجة المتصلة ، من النفخ في الصور ، وبعثرة القبور ، وما يتسبب عن ذلك من عجائب المقدور ، وقت القيام ، واشتداد الزحام ، وذلك لأن ( زلزل ) مضاعف زل - إذا زال عن مقره بسرعة ، ضوعف لفظه لتضاعف معناه ؛ قال البغوي : الزلزلة والزلزال : شدة الحركة على الحال الهائلة - انتهى .
وهو من إضافة المصدر إلى الفاعل أو المفعول فيه ، ) سيء عظيم ) أي لا تحتمل العقول وصفه ؛ قال ابن كثير : أي أمر كبير ، وخطب جليل وطارق مفظع ، وحادث هائل ، وكائن عجيب - انتهى .