كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 5)
صفحة رقم 151
مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) 73
( ) 71
) ذلك ) أي الأمر العظيم الكبير ذلك ، فمن راعاه فاز ، ومن حاد عنه خاب ؛ ثم عطف عليه ما هو أعم من هذا المقدر فقال : ( ومن ( ويجوز أن يكون حالاً ، أي أشير إلى الأمر العظيم والحال أنه من ) يعظم شعائر الله ) أي معالم دين الملك الأعظم التي ندب إليها وأمر بالقيام بها في الحج ، جمع سعيرة وهي المنسك والعلامة في الحج ، والشعيرة أيضاً : البدنة المهداة إلى البيت الحرام ، قال البغوي : وأصلها من الإشعار وهو إعلامها ليعرف أنها هدي - انتهى .
ولعله مأخوذ من الشعر لأنها إذا جرحت قطع شيء من شعرها أو ازيل عن محل الجرح ، فيكون من الإزالة ، وتعظيمها استحسانها ، فتعظيمها خير له لدلالته على تقوى قلبه ) فإنها ) أي تعظيمها ) من ) أي مبتدىء من ) تقوى القلوب ( التي من شأنها الشعور بما هو أهل لأن يعظم ، فمعظمها متق ، وقد علم بما ذكرته أنه حذف من هذه جملة الخير ومن قوله ) ومن يعظم حرمات الله ( سبب كونه خيراً له ، وهو التقوى ، ودل على إرادته هناك بذكره هنا ، وحذف هنا كون التعظيم خيراً ، ودل عليه بذكره هناك ، فقد ذكر في كل جملة ما دل على ما حذف من الأخرى كما تقدم في
77 ( ) قد كان لكم آية فئتين ( ) 7
[ آل عمران : 3 ] في آل عمران ، وأنه يسمى الاحتباك ، وتفسيري للشعائر بما بما ذكرته من الأمر العام جائزا الإرادة ، ويكون إعادة الضمير على نوع منه نوعاً من الاستخدام ، فقوله : ( لكم فيها ( مهناه : البدن أو النعم المهداة أو مطلقاً ) منافع ( بالدر والنسل والظهر ونحوه فكلما كانت سمينة حسنة كانت منافعها أكثر ديناً ودنيا ) إلى أجل مسمى ( وهو الموت الذي قدرناه على كل نفس ، أو النحر إن كانت مهداة ، أو غير ذلك ، وهذا تعليل للجملة التي قبله ، فإن المنافع حاملة لذوي البصائر على التفكر فيها لا سيمت مع تفاوتها ، والتفكر فيها موصل إلى التقوى بمعرفة أنها من الله ، وأنه قادر على ما يريد .
وأنه لا شريك له .
ولما كانت هذه المنافع دنيوية ، وكانت منفعة نحرها إذا أهديت دينية ، أشار إلى تعظيم الثاني بأداة التراخي فقال : ( ثم محلها ) أي وقت حلول نحرها بانتهائكم بها ) إلى البيت العتيق ) أي إلى فنائه وهو الحرم كما قال تعالى
77 ( ) هدياً بالغ الكعبة ( ) 7
[ المائدة : 95 ] .
ولما كان التقدير : جعل لكم سبحانه هذه الأشياء مناسك ، عطف عليه قوله : ( ولكل أمة ( اي من الأمم السالفة وغيرها ) جعلنا ( بعظمتنا الت يلا يصح أن تخالف