كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 5)
صفحة رقم 185
إلى أعدادها وأنواعها ، ولا يخفى ما في افتتاح هذه الأوصاف واختامها بالصلاة من التعظيم لها ، كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( واعملوا أن خير أعمالكم الصلاة ) ولما ذكر مجموع هذه الأوصاف العظيمة ، فخم جزاءهم فقال : ( أولئك ) أي البالغون من الإحسان إعلى مكان ) هم ( خاصة ) الوارثون ( اي المستحقون لهذا الوصف المشعر ببقائهم بعد أعدائهم فيرثون دار الله لقربهم منه واختصاصهم به بعد إرثهم أرض الدنيا التي قارعوا عليها على قتلهم وضعفهم أعداءَنا الكفار على كثرتهم وقوتهم ، فكانت العاقبة فيها لهم كما كتبنا في الزبور
77 ( ) إن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( ) 7
77 ( ) لنهلكن الظالمين ولنسكننم الأرض من بعدهم ( ) 7
[ إبراهيم : 13 ، 14 ] ) الذين يرثون الفردوس ( التي هي أعلى الجنة ، وهي في الأصل البستان العظيم الواسع ، يجمع محاسن النبات والأشجار من العنب وما ضاهاه من كل ما يكون في البساتين والأودية التي تجمع ضروباً من النبت : فيحوزون منها بعد البعث ما أعد الله لهم فيها من المنازل وما كان أعد للكفار لو آمنوا أو لم يخرجوا بخروج ابويهم من الجنة ) هم ( خاصة ) فيها ) أي لا في غيرها ) خالدون ( وهذه الآيات أجمع ما ذكر في وصف المؤمنين ، روى الإمام أحمد في مسنده والترميذي في التفسير من جامعه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( كان إذا نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل فنزل عليه يوماً فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع فقال : ( اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا وأرضنا ، ثم قال : لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ( ، ثم قرأ ) قد أفلح المؤمنون ( حتى ختم العشر ) - ورواه النسائي في الصلاة وقال : منكر لا يُعرَف أحد رواه غير يونس بن سليم ويونس لا نعرفه ، وعزى أبو حيان آخر الحديث للحاكم في المستدرك .
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : فصل في افتتاحها ما أجمل في قوله تعالى
77 ( ) يا