كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 5)
صفحة رقم 257
آذن الله في هلاكها ) رواه الطبراني عن ابن عبايس رضي ا لله عنهما ، وأما المعنوي فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ( ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها ) قال ابن كثير : وروى هذا مرفوعاً عن ابن عمر وحذيفة وعائشة رضي الله عنهم ولكن في أسانيدها ضعف .
وساق له شاهداص من الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ : ( إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم ، من ترها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه ) فعلم من ذلك أن من تخلق بما أمره الله هنا كان قلبه موضعاً للحكمة ، وفعله أهلاً للنجح ، وذكره مقروناً بالقبول .
ولما كان الزكاء يتضمن التكثير والتطهير ، وكان الكلام هنا في غض البصر ، وكان ظاهراً جداً في الطهارة ، لم يدع داع إلى التأكيد بالتصريح بالطهارة ، وأما آية البقرة فلما كانت في العضل ، وكان لا يكون إلا عن ضغائن وإحن فكان الولي رما ظن أن منعها عمن عضلها عنه أطهر له ولها .
أكد العبارة بفعل الزكاء بالتصريح بما أفهمه من الطهارة .
ولما كان المقام صعباً لميل النفوس غلى الدنايا واتباعها للشهوات ، علل هذا الأمر مرغباً ومرهباً بقوله : ( إن الله ( اي الذي لا يخفى عليه شيء لما له نم الإحاطة الكاملة ) خبير ( ولما كان وازع الحياء مع ذلك مانعاً عظيماً فلا يخالف إلا بمعالجة وتدرب ، عبر بالصنعة فقال : ( بما يصنعون ) أي وإن تناهوا في إخفائه ، ودققوا في تدبير المكر فيه .
ولما بدأ بالقومة من الرجال ، ثنى بالنساء فقال : ( وقل للمؤمنات ( فرغب أيضاً بذكر هذا الوصف الشريف ) يغن ( ولما كان المراد الغض عن بعض المبصرات وهم المحارم قال : ( من أبصارهن ( فلا يتبعنها النظر إلى منهي عنه رجل أو غيره ، وأجابوا عن حديث عائشة رضي الله عنها في النظر إلى لعب الحبشة في المسجد باحتمال أنها كانت دون البلوغ لأنها قالت : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو .
) ويحفظن فروجهن ( عما لهن من كشف وغيره .