كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 5)

إذا أصطبحت ثلاثا ... وكان عودى نديمى
والكأس تضحك [1] ضحكا ... من كفّ ظبى رخيم
فما علىّ طريق ... لطارقات الهموم
فما رأيت أحسن مما حكى حاله فى غنائه ولا سمعت أحسن مما غنّى. ومن صنعته وشعره قوله:
صدع البين الفؤادا ... إذ به الصائح نادى
بينما الأحباب مجمو ... عون إذ صاروا فرادى
فأتى بعض بلادا ... وأتى بعض بلادا
كلما قلت تناهى ... حدثان [2] الدّهر زادا
ذكر أخبار وجه القرعة
هو أبو جعفر محمد بن حمزة بن نصير الوصيف مولى المنصور، ويلقّب وجه القرعة، أحد المغنّين الحذّاق الضّرّاب الرواة. أخذ الغناء عن إبراهيم الموصلىّ وطبقته. وكان حسن الأداء طيّب الصوت لا علّة فيه، إلا أنه كان إذا غنّى الهزج خاصّة خرج لا لسبب يعرف، إلا أنه [إن [3]] تعرّض للحنين فى جنس من الأجناس فلا يصح له البتة.
وروى أبو الفرج بسنده عن محمد الهاشمىّ أنه شهد إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ عند عمه هارون بن عيسى وعنده محمد بن الحسن بن مصعب، قال: فأتانا محمد بن
__________
[1] فى الأغانى: «تغرب» .
[2]- هذه رواية الأغانى. وفى الأصل:
كلما قلت تناهت ... حادثات الدهر زادا
[3] زيادة عن الأغانى.

الصفحة 30