كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 5)

حتى يرى بياض إبطيه.
وعن كعب بن مرّة السلمىّ رضى الله عنه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل فقال: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريئا عاجلا غير رائث نافعا غير ضارّ» . وقال: فما جمّعوا [1] حتى أحيوا [2] . فأتوه فشكوا إليه المطر فقالوا: يا رسول الله قد تهدّمت البيوت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه: «اللهم حوالينا ولا علينا»
، فجعل السحاب يتقطّع يمينا وشمالا.
وعن عائشة رضى الله عنها أن النبىّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا فى أفق السماء ترك العمل وإن كان فى صلاة، ثم يقول: «اللهم إنى أعوذ بك من شرّها» ؛ فإن رأى مطرا قال: «اللهم صيّبا هنيئا»
. وعنها رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: «اللهم صيّبا نافعا»
. وأمّا ما يقال فى الخوف والشدائد؛
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا تخوّف الرجل من السلطان فليقل اللهم ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم كن لى جارا من فلان بن فلان يسمّى الذى يريد وشرّ الجنّ والإنس وأحزابهم وأتباعهم أن يفرط علىّ أحد منهم أو يطغى عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك»
. وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبىّ صلى الله عليه وسلم: «من خاف من السلطان أو غيره فليفزع إلى هذه الدعوة الله أكبر وأعزّ من خلقه جميعا الله أكبر وأعزّ مما أخاف وأحذر وأعوذ بالله الذى لا إله إلّا هو ممسك السموات السبع أن يقعن على الأرض إلّا بإذنه من شرّ فلان
__________
[1] جمعوا: شهدوا الجمعة.
[2] أحيوا: حيث ما شيتهم وحسن حالها أو صاروا فى الخصب (عن القاموس) .

الصفحة 323