كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 5)

ابن فلان يا ربّ كن لى جارا من شرّه عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله إلا أنت العلىّ العظيم يقولهنّ ثلاث مرات إلّا أعاذه الله من شرّ ذلك»
. وعن علىّ رضى الله عنه قال: دعانى النبىّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يا علىّ إذا اشتدّ بك أمر فكبّر ثلاثا وقل الله أكبر وأعزّ من كل شىء والله أكبر أعزّ من خلقه وأقدر وأعزّ مما أخاف وأحذر اللهم أدرأ بك فى نحره وأعوذ بك من شرّه فإنك تكفى بإذن الله عز وجل»
. وأمّا ما يقال فى الغضب والفزع؛
عن سليمان بن صرد رضى الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبىّ صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّى لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذى يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»
. وعن النبىّ صلى الله عليه وسلم: «إذا فزع أحدكم فليقل أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعذابه [1] ومن شرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنّها لم تضرّه»
. قال فكان عبد الله يعلّمها من بلغ من ولده، ومن لم يبلغ منهم كتبها فى صكّ وعلّقها عليه. وفى لفظ: «إذا فزع أحدكم فى النوم فليقل ... » يعنى الكلمات؛ وفى طريق: كان خالد بن الوليد رجلا يفزع فى نومه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «إذا اضطجعت للنوم فقل ... »
يعنى الكلمات، فقالها فذهب ذلك عنه.
وأمّا ما يقال فى السفر وركوب الدابّة والسفينة ودخول القرية؛
عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا توصّأ
__________
[1] ذكر هذا الحديث فى أذكار النووى مرات ولم تذكر فيه كلمة «وعذابه» .

الصفحة 324