كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 5)
بدل: (ليسوا بمسلمين).
وفي أخرى: فكره رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن يبطل دمه، فوداه مائة من إبل الصدقة.
رواه البخاري (7192)، ومسلم (1669) (6 و 1 و 5)، وأبو داود (4520 و 4521)، والترمذي (1422)، والنسائي (8/ 9)، وابن ماجه (2677).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لإقدامهم على الكذب، وجرأتهم على الأيمان الفاجرة. وعلى هذا يدل قولهم: (ليسوا بمسلمين) أي: ما هم عليه من الكفر والعداوة للمسلمين يجرؤهم على الأيمان الكاذبة، لكنهم مع هذا كله لو رضوا بأيمانهم لحلفوا لهم، ولا خلاف أعلمه في أن الكافر إذا توجَّهت عليه يمين: أنه يحلفها أو يُعَدُّ ناكلًا.
وبماذا يحلف؟ فالمشهور عن مالك: أنَّه إنما يحلف بالله؛ الذي لا إله إلا هو. سواء كان يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو غيرهما من الأديان، كما يحلف المسلم. وفيه نظر. وروى الواقدي عن مالك: أن اليهودي يحلف بالله الذي أنزل التوراة على موسى. والنصراني: بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى. وهذا القول أمشى على الأصول من الأول. وذلك: أنَّا إذا أجبرنا النصراني على أن يحلف بالتوحيد مع قطعنا: بأنَّه خلاف معتقده، ودينه؛ فقد أجبرناه على الخروج عن دينه، مع أنا قد عاهدناه على إبقائه على اعتقاده، ودينه. وأيضًا: فلا مانع له من أن يقدم على الحلف بذلك؛ إذ هو في اعتقاده ليس بصحيح. فالأولى القول الثاني. ويحلف في المواضع التي يعتقد تعظيمها.
و(قوله: فودَاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده) إنَّما فعل ذلك على مقتضى كرم خلقه، وحسن إيالته (¬1)، وجلبًا للمصلحة، ودفعًا للمفسدة، وإطفاءً للثائرة،
¬__________
(¬1) في حاشية (م): الإيالة: السياسة.
الصفحة 15
648