كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 5)
قَالَ: بِاسمِ اللَّهِ يُبرِيكَ، وَمِن كُلِّ دَاءٍ يَشفِيكَ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي شر.
رواه أحمد (6/ 160)، ومسلم (2185) (39).
[2127] وعَن أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ جِبرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشتَكَيتَ؟ فَقَالَ: نَعَم، قَالَ: بِاسمِ اللَّهِ أَرقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
موته، ومسحته بيدها وبيده (¬1)، وهو مُقرٌّ لذلك، غير منكر لشيء مما هنالك. وقد استوفينا هذا المعنى في كتاب الإيمان.
و(قوله: باسم الله يبريك) الاسم هنا يراد به المسمَّى؛ فكأنه قال: الله يبريك، كما قال تعالى: {سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} أي: سبح ربَّك (¬2). ولفظ الاسم في أصله عبارة عن الكلمة الدَّالة على المسمَّى، والمسمَّى هو مدلولها، غير أنه قد يتوسَّع، فيوضع الاسم موضع المسمَّى مسامحة، فتدبَّر هذا، فإنَّه موضع قد كثر فيه الغلط، وتاه فيه كثير من الجهَّال وسقط. وموضع استيفائه علم الكلام.
و(قوله: ومن كل داء يشفيك) دليلٌ على جواز الرُّقى لما وقع من الأمراض، ولما يتوقع وقوعه.
وقوله: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} دليلٌ على أن الحسد يؤثر في المحسود ضررًا يقع به، إمَّا في جسمه بمرض، أو في ماله وما يختص به بضرر، وذلك بإذن الله تعالى، ومشيئته، كما قد أجرى عادته، وحقق إرادته، فربط الأسباب بالمسببات، وأجرى بذلك العادات، ثمَّ أمرنا في دفع ذلك بالالتجاء إليه، والدعاء، وأحالنا على الاستعانة بالعُوَذ والرُّقى.
¬__________
(¬1) رواه البخاري (5751).
(¬2) ما بين حاصرتين مستدرك من (ج 2).