كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 5)

(15) باب ما جاء أن الطاعون إذا وقع بأرض فلا يخرج منها فرارا، ولا يقدم عليها
[2157] عن أُسَامَة بن زيد قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: الطَّاعُونُ رِجزٌ أُرسِلَ عَلَى بَنِي إِسرَائِيلَ - أَو: عَلَى مَن كَانَ قَبلَكُم -
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(15) ومن باب ما جاء في الطاعون
قوله الطاعون رجز أرسل على من كان قبلكم، قد جاء هذا اللفظ مفسَّرا في الرواية الأخرى، حيث قال: إن هذا الوجع - أو السُّقمُ - رجز عذب به بعض الأمم (¬1)، فقد فسَّر الطاعون بالمرض والرجز بالعذاب، والطاعون زنة فاعول من الطعن، غير أنه لما عدل به عن أصله وضع دالًا على الموت العام (¬2) بالوباء على ما قاله الجوهري. وقال غيره: أصل الطَّاعون القروح الخارجة في الجسد. والوباء: عموم الأمراض. قال: وطاعون عَمواس إنما كان طاعونًا وقروحًا.
قلت: ويشهد لصحَّة هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - وقد سُئل عن الطاعون، فقال: غُدَّة كغدَّة البعير تخرج في المراق (¬3) والآباط (¬4)، وقال غير واحد من العلماء: تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله من البدن.
قلت: وحاصله أن الطاعون مرض عام يكون عنه موت عام، وقد يسمَّى بالوباء، ويُرسله الله نقمة وعقوبة لمن يشاء من عصاة عبيده وكفرتهم، وقد يرسله
¬__________
(¬1) في (م) والتلخيص: بعض الأمم قبلكم.
(¬2) في (ز): القادم.
(¬3) "المراق": ما رقَّ من أسفل البطن.
(¬4) رواه أحمد عن عائشة (6/ 145 و 255) بلفظ: "غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفارُّ منها كالفارِّ من الزحف". وانظر: التمهيد (6/ 212).

الصفحة 611