كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 5)
(18) باب في الفأل الصالح وفي الشؤم
[2163] عن أبي هُرَيرَةَ قَالَ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا طِيَرَةَ، وَخَيرُهَا الفَألُ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الفَألُ؟ قَالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسمَعُهَا أَحَدُكُم.
رواه أحمد (2/ 266)، والبخاريُّ (2755)، ومسلم (2223) (110).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحدها: النسيان المتقدّم، كما قال أبو سلمة.
وثانيها: أنهما لما كانا خبرين متغايرين (¬1) لا ملازمة بينهما جاز للمحدِّث أن يحدِّث بأحدهما ويسكت عن الآخر حسبما تدعو إليه الحاجة الحالية.
وثالثها: أن يكون خاف اعتقاد جاهل يظنهما متناقضين، فسكت عن أحدهما، حتى إذا أمن من ذلك حدَّث بهما جميعًا.
ورابعها: أن يكون حمله على ذلك وجه غير ما ذكرناه لم يطَّلع عليه أحدًا.
وعلى الجملة: فكل ذلك محتمل، غير أن الذي يقطع بنفيه النسخ على ما قرَّرناه، والله أعلم.
(18) ومن باب: الفأل الصالح
قوله صلى الله عليه وسلم لا طيرة، وخيرها الفأل، حاصل الطيرة أن يسمع الإنسان قولًا أو يرى أمرًا يخاف منه ألا يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله، والفأل نقيض ذلك، وهو أن يسمع الإنسان قولًا حسنًا أو يرى شيئًا يستحسنه يرجو منه
¬__________
(¬1) في (ز) و (م 2): متعارضين.