كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 5)

وقال الشاعر (¬1):
/ ليت شعري هل ثم هل أتينهم
أم يحولن من دون ذاك الردى
وقال الآخر (¬2):
ليت وهل تنفع شيئاً ليتُ
ليت شباباً بوع فاشتريتُ
وأما توكيد (الجملة) فنحو: قام زيد قام زيد، ومنه قوله تعالى: {فقتل كيف قدّر. ثم قتل كيف قدّر (¬3)} وهى جملة دعاء أعيدت توكيدا. وقال تعالى: {كلّا سيعلمون. ثم كلّا سيعلمون (¬4)} وقوله: {فإنّ مع العسر يسراً. إنّ مع العسر يسراً (¬5)} وقال عوف بن الخرع (¬6):
وكانت فزارة تصلى بنا
فأولى فزارة أولى فزارا
¬__________
(¬1) المغني 2/ 29، والأشمونى 3/ 83، والعيني 4/ 109، والهمع 5/ 210، والدرر 2/ 161
والبيت للكميت بن معروف. والردى: الهلاك. ورواية العجز في المصادر السابقة "أم يحولنّ دون ذاك حمام" والحمام: الموت.
(¬2) هو رؤبة، ملحقات ديوانه 171، وابن يعيش 7/ 70، والمغنى 393، والأشموني 2/ 63، والتصريح 1/ 294، والهمع 4/ 54، والعيني 2/ 254، والدرر 1/ 206.
ويروى (بيع) على اللغة الأفصح.
(¬3) سورة المدثر/ آية: 19، 20.
(¬4) سورة النبأ/ آية 4، 5.
(¬5) سورة الشرح/ آية: 5، 6.
(¬6) البيت من شواهد سيبويه 2/ 243، وهو من المفضلية (124) المفضليات 416
ويروى الصدر "كادت فزارة تشقى بنا" أى نوقع بها فتشقى. وتصلى بنا: تعانى من شرنا. وأولى لك: كلمة تهديد ووعيد، ومعناها: الشر أقرب إليه.

الصفحة 31