كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 5)
وكذلك ما أنشد الفارسي من قول الراجز (¬1):
حتى تراها وكأن وكأن
أعناقهن مشرفات في قرن
هو عند المؤلف من هذا القبيل. وقد تقدم مذهب الفارسي فيه في "باب التنازع (¬2) " وعلى هذا نبه في كتابه "التسهيل (¬3) " بقوله: وإن كان المؤكد به ضميرا متصلا، أو حرفا غير جواب لم يعد في غير ضرورة إلا معمودا بمثل عامده أولا أو مفصولا.
والثاني أن كلامه يقتضي في نحو (إن زيدا إن زيدا قائم) ألا يضمر الثاني وإن تقدم ذكره، لأنه قال: ولا تعد كذا إلا مع اللفظ الذي به وصل (¬4)، لأن اللفظ الذي وصل به هو الظاهر لا الضمير، وهم يقولون: إن الأحسن إضمار الثاني، وأن يقال: إن زيدا إنه قائم، فكان كلامه لا يستتب على ذلك، بل ظاهره خلافه، وأن إعادة لفظ الظاهر لازمة، وليس كذلك وقد قال في التسهيل (¬5) ": وإن عمد أولا بمعمول ظاهر اختير عمد المؤكد بضمير.
¬__________
(¬1))) ... الأشموني 3/ 83، والتصريح 1/ 317، 2/ 130، والهمع 5/ 209، والدرر 2/ 160، والعيني 4/ 100
والرجز لخطام المجاشعي أو الأغلب العجلي. والرواية الأشهر "أعناقها مشددات بقرن" والقرن: الحبل يقرن به البعيران. يقول: إن أعناق هذه الإبل مجتمعة من شدة سوقهم لها.
(¬2) انظر: 3/ 180.
(¬3) ... ص 166.
(¬4) ... البيت بتمامه هو:
ولا تعد لفظ ضمير متصل ... إلا مع اللفظ الذي به وصل
وقد تقدم.
(¬5) ... ص 166.