كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

فقالوا: لا نجد إلا سنًّا هو خيرٌ من سنِّه، قال: "فاشتروه، فَأعطُوه إياه، فإن من خيركم -أو خيرَكم- أحسنُكم قضاء".
زاد البخاري في طريق أخرى: فقال الرجل: أوفيتني أوفى اللهُ بك (١).
وفي لفظ: "فإن خيار الناس أحسنُهم قضاءً" (٢).
وفي آخر: "أفضلُكم أحسنُكم قضاءً" (٣).
قلت: ومن هذا قصة زيد بن سعَنَة -بالسين المهملة والعين والنون المفتوحتين-، كما ذكر الحافظ المصنف -رحمه الله تعالى-، وجرى عليه الدارقطني. وفي نسخ "الشفاء" للقاضي عياض -بالياء التحتية بعد العين المهملة-، وعليه تصحيح مؤلفه (٤). قال الإمام الحافظ الذهبي: والأول أصحُّ (٥)، وهي ما روى ابنُ حبانَ والحاكمُ عن عبد الله بنِ سلام - رضي الله عنه -: أن زيد بن سعنة -وهو أحد علماء أهل الكتاب من اليهود-.
قال النووي: هو أحد أحبار اليهود الذين أسلموا (٦).
قال: إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: أن يسبق حلمُه
---------------
(١) رواه البخاري (٢١٨٢)، كتاب: الوكالة، باب: وكالة الشاهد والغائب جائزة.
(٢) رواه البخاري (٢٢٦٢)، كتاب: الاستقراض، باب: هل يعطى أكبر من سنه، ورواه مسلم (١٦٠٠/ ١١٨)، كتاب: المساقاة، باب: من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه، من حديث أبي رافع - رضي الله عنه -.
(٣) رواه البخاري (٢٤٦٧)، كتاب: الهبة وفضلها، باب: من أهدي هدية وعنده جلساؤه فهو أحق.
(٤) انظر: "الشفا" للقاضي عياض (ص: ١٥٢).
(٥) انظر: "تجريد أسماء الصحابة" للذهبي (١/ ١٩٩).
(٦) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٠٠).

الصفحة 20