كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

(عن) أبي عبد الرحمن (عبدِ الله بنِ) أمير المؤمنين (عمَر) بنِ الخطاب (- رضي الله عنهما -، قال) أبو عبد الله بنُ عمَر: (أصاب عمرُ) - رضي الله عنه - (أرضًا بخيبَر) -بالخاء المعجمة فتحتية فموحدة، وزن جعفر-: هي اسم ولاية مشتملة على حصون ومزارع ونخل كثير على ثلاث مراحلَ من المدينة النبوية -على ساكنها الصلاة والسلام-، وذلك ثمانية بُرُد، والبريدُ أربعة فراسخ، وكل فرسخ ثلاثةُ أميال، على يسار الحاجِّ من الشام، تُسامت هدية إلى جهة الشرق.
قال في "السيرة الشامية": والخيبر بلسان اليهود: الحصن، ولذا يقال لها: خيابر -أيضًا-.
وقيل: إنها سميت بذلك باسم أول من نزلها، وهو خيبر أخو يثرب ابنا قانية بن مهلايل بن إِرم بن عبيد، وهو أخو عاد (١).
وعمر - رضي الله عنه - أصاب الأرض التي ذكرها لما فتحها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فاستحق سهمه، وكان فتوحها في أول السابعة على ما رجحناه في "المعارج شرح النونية".
قال ابن عمر - رضي الله عنه -: (فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يستأمِرُه) -أي: يطلب
---------------
= المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٣٧٤)، و"المفهم" للقرطبي (٤/ ٥٩٩)، و"شرح مسلم" للنووي (١١/ ٨٦)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٢١٠)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٣/ ١١٩٤)، و"فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٤٠٠)، و"عمدة القاري" للعيني (١٤/ ٢٤)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٤/ ٤٥٦)، و"سبل السلام" للصنعاني (٣/ ٨٨)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٦/ ١٢٧).
(١) انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي (٢/ ٤٠٩)، و"فتح الباري" لابن حجر (٧/ ٤٦٤)، و"السيرة الحلبية" (٢/ ٧٢٦).

الصفحة 49