كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

قال -عليه السلام- لعائشة: فإن مجززًا (نظر آنِفًا)، -بمد الهمز وقصره-؛ أي: قريبًا، أو الساعة، وقيل: في أول وقت كنا فيه، وكلُّه من الاستئناف والقرب، كما في "المطالع" (١)، (إلى زيد بن حارثة) مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحِبِّه، (و) إلى ابنه (أسامةَ بنِ زيدٍ) الحِبِّ ابن الحِبِّ - رضي الله عنهما -، (فقال) مجزز المدلجي: (إنّ بعض هذه الأقدام لمن بعض).
وفي رواية لمسلم والترمذي والنسائي: "ألم تري أنّ مجززًا المدلجي رأى زيدًا وأسامة قد غطيا رؤوسهما بقَطيفة، وبدت أقدامهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض" (٢).
وفي لفظٍ قالت: دخل قائف والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شاهد، وأسامةُ بنُ زيد وزيدُ بن حارثة مضطجعان، فقال: إنّ هذه الأقدام بعضُها من بعض، فسرّ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأعجبه، وأخبر به عائشة، متفقٌ عليه (٣).
قال أبو داود: وكان أسامة أسودَ، وكان زيد أبيضَ (٤).
(وفي لفظ: كان مُجَزِّزٌ قائفًا) والقَافَة: قومٌ يعرفون الأنسابَ بالشبه، كما يختص ذلك بقبيلة معينة، بل من عرفت منه المعرفةُ بذلك، وتكررت منه الإصابة، فهو قائف، وقيل: أكثر ما يكون في بني مدلج رهط مجززِ المدلجيِّ -المذكور- (٥).
---------------
= واللغات" للنووي (٢/ ٣٩٠)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ٧٧٥).
(١) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٤٤).
(٢) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٤٥٩/ ٣٩)، وأبي داود برقم (٢٢٦٧)، وعند النسائي برقم (٣٤٩٤)، وكذا عند البخاري برقم (٦٣٨٩).
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٣٥٢٥)، وعند مسلم برقم (١٤٥٩/ ٤٠).
(٤) انظر: "سنن أبي داود" (٢/ ٢٨٠)، عقب حديث (٢٢٦٧).
(٥) انظر: "المغني" لابن قدامة (٦/ ٤٧).

الصفحة 582