كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

وفتحها -أيضًا- ابنِ جُنادة -بضم الجيم وتخفيف النون-، وقيل: جُندب بن عبد الله، والمشهور: جُنادة بن سفيان بن عبيد بن الرقيعة بن حرام بن غفار بن مُلَيل بن حمزة بن كنانة.
وقال: ابن عبد البر: ابن جنادة بن قيس بن عمرو بن مُلَيل -بضم الميم وفتح اللام- ابن صُعَير -بضم الصاد وفتح العين المهملتين- ابن حرام بن غِفار -بكسر الغين المعجمة- ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة الغفاري (- رضي الله عنه -) وهو من أعلام الصحابة وزُهادهم، ومن المهاجرين، وهو أول من حيَّا النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحية الإسلام، فقال: السلامُ عليكَ يا رسول الله، فقال: "وعليكَ ورحمةُ الله"، ثم قال: "من أنتَ؟ "، الحديث الطويل المشهور في إسلامه (١).
وكان إسلامه قديمًا بعد ثلاثة أو أربعة أو خمسة، على الخلاف في ذلك، ثم رجع إلى بلاد قومه، ثم قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الخندق، وقال له - صلى الله عليه وسلم - لمّا رآه: "أنتَ أبو نَمْلة؟ " يعنيِ: أبا ذر؛ لأنهما يشتبهان غالبًا، فقال: أنا أبو ذر، فقال: "نعم أنت أبو ذَرّ" (٢)، ثم سكن الرَبَّذَة -بفتح الراء والباء الموحدة وبالذال المعجمة- إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، وصلّى عليه ابن مسعود - رضي الله عنهم -، ثم مات ابن مسعود بعده بعشرة أيام.
وروي لأبي ذر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئتين حديث وأحد وثمانون حديثًا، في "الصحيحين" ثلاثة وثلاثون، اتفقا منها على اثني
---------------
(١) رواه مسلم (٢٤٧٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذر - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٦٥٤ - ١٦٥٥).

الصفحة 605