كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

-بفتح الراء- الأنصارية، لها صحبة، زوجة بشير، وهي أخت عبدِ الله بنِ رواحة (١): (لا أرضى) بذلك.
وفي مسلم من رواية الشعبي: حدثني النعمان بن بشير: أنّ أمّه ابنةَ رواحةَ سألت أباه بعضَ الموهوبة لي -بمعنى الهبة، مصدر ميمي- من ماله، فالتوى بها سنة -أي: مطلَها-، ثم بدا له (٢)، وفي رواية ابن حبان من هذا الوجه: بعدَ حولين (٣)، والتوفيق بين الروايتين بأن يقال: إن المدة كانت سنة وشيئًا، فجبر الكسر تارة، وأُلغي أخرى (٤) (حتى تُشهد) عليه؛ أي على الموهوب له، أو المتصدَّق به عليه (رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) قطعًا للنزاع، وحسمًا لمادة الخصام، (فانطلق أبي) بشيرٌ - رضي الله عنه - (إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -).
وفي رواية: أنه قال: إن أباه أتى به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - (٥).
وفي رواية عند مسلم: فأخذ أبي بيدي وأنا يومئذٍ غلام (٦).
وفي أخرى: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٧).
والتوفيق بينهما بأن يقال: إنه أخذ بيده، فمشى به بعض الطريق،
---------------
(١) انظر ترجمتها في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٨/ ٣٦١)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٢٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٨٨٧)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٧/ ١٩٨)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٨/ ٣١).
(٢) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٦٢٣/ ١٤).
(٣) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥١٠٤)، إلا أنه قال: "بعد حول أو حولين".
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٢١٢).
(٥) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٢٤٤٦)، وعند مسلم برقم (١٦٢٣/ ٩).
(٦) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٦٢٣/ ١٤).
(٧) رواه مسلم (١٦٢٣/ ١٧)، كتاب: الهبات، باب: كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة.

الصفحة 72