كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 5)

لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا} (¬1) وقال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} (¬2) فهذا كله "جعل" لا يجوز أن يكون على معنى "خلق" و"جعل" من بني آدم على فعل. قال الله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ} (¬3) لا يجوز أن يكون: يخلقون أصابعهم في آذانهم. وقال: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} (¬4) لا يجوز أن يكون: خلقه ناراً. وقال: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ} (¬5) أفيجوز أن يكون خلقهم جذاذاً؟ و"جعل" في معنى "خلق" في معنى ما كان من الخلق موجوداً محسوساً، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (¬6) فجعل هاهنا في معنى خلق لا ينصرف إلى غيره، وذلك أن الظلمات والنور يراهما الناس، وكذلك قوله: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} (¬7) وهما موجودان في بني آدم. وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ} (¬8) يعني: خلقتا، وهما
¬_________
(¬1) النحل الآية (56).
(¬2) الرعد الآية (33).
(¬3) البقرة الآية (19).
(¬4) الكهف الآية (96).
(¬5) الأنبياء الآية (58).
(¬6) الأنعام الآية (1).
(¬7) الملك الآية (23).
(¬8) الإسراء الآية (12).

الصفحة 420