كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 5)
{فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} وقد قال أيضاً في بلقيس: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (¬1) ولم تؤت ملك سليمان ولم تسخر لها الريح ولا الشياطين، ولم يكن لها شيء مما في ملك سليمان، فقد قال: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} وقال في قصص يوسف: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} (¬2) وإنما كان ذلك تفصيلاً لكل شيء من قصة يوسف. وقال: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (¬3) ولم يخلق آدم من الماء وإنما خلقه من تراب، ولم يخلق إبليس من الماء، قال: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)} (¬4) والملائكة خلقت من نور.
وقال في الريح التي أرسلت على قوم عاد: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} (¬5) وقد أتت على أشياء لم تدمرها، ألم تسمع إلى قوله: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} (¬6) فلم تدمر مساكنهم. ولو أنصف الجهمي الخبيث من نفسه واستمع كلام ربه وسلم لمولاه وأطاعه لتبين له،
¬_________
(¬1) النمل الآية (23).
(¬2) يوسف الآية (111).
(¬3) الأنبياء الآية (30).
(¬4) الحجر الآية (27).
(¬5) الأحقاف الآية (25).
(¬6) الأحقاف الآية (25).